أمير النمرة، ولؤي كحيل، صبيان فلسطينيان من غزة المحاصر، قتلهما العدو الصهيوني على أرض الكتيبة بغزة، بلا ذنب ولا جريرة. أمير أراد أن يتناول طعام الغداء مع صاحبه في متنزه الكتيبة بعد أن استأذن والده، ولم يكن يعلم أنه ذاهب إلى الشهادة، ولم يكن يعلم الأب أن طائرات العدو ستغدر بولده، وصديقه لؤي، ولم يدر بخلده أن طائرات مقاتلة لا تستخدم إلا في المعارك الحربية يمكن أن تقصف صبية يتنزهون، ويروحون على أنفسهم من حرّ الحصار، وحر الصيف؟!
العدو (الإسرائيلي) الغاشم، الذي يسيطر على الجو، والبحر، في غزة، يشعر بنشوة لأنه قتل صبيين فلسطينيين في رابعة النهار، دون ردود فعل عربية أو دولية مستنكرة للجريمة؟! العدو الذي استباح فلسطين، واستباح غزة وسماءها وبحرها، وشدد الحصار عليها بإغلاق المعابر معها، لا يجد في المجتمع الدولي من يمنعه من استباحة دماء الأطفال والصبية، حتى ولو كانوا في وسط غزة، بعيدًا عن المناطق الحدودية؟!
قلنا ألف مرة إن الفلسطينيين يواجهون وحدهم جيشا بلا أخلاق؟! جيشا لا يحتكم للقانون الدولي، ولا يراعي قواعد الاشتباك، ويهدد دائما باستخدام القوة الغاشمة ضد غزة، ولا يتوانى عن التهديد باحتلالها، ويجري المناورات العسكرية الحية على حدودها لإرعاب السكان، وتهديد الاستقرار، ولا يكاد يجد في العالم من ينتقده، أو يدين سياسته الغاشمة.
غزة التي أحيت القضية الفلسطينية في نفوس الشعب، وورثت الأجيال التضحية من أجل الدين ثم الوطن، لن تتراجع عن دورها الريادي كما تراجع الآخرون، وستبقى الوفية للقدس، ولدماء الشهداء رغم الخذلان العربي والدولي لها. ورحم الله يحيى عياش الذي أبكى نساء العدو، كم أبكوا نساءنا، ورحم الله أمير النمرة، ولؤي كحيل، اللذين فضحا بدمائهما الزكية عنصرية العدو، وجرائمه، وفضحا الخذلان العربي والدولي، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. سيأتي اليوم الذي تثأر فيه أمهات الشهداء ممن قتلوا أولادهم ظلما وعدوانا، ولن تبقى يد يهود العليا مهما علو، بعد أن ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة، ولن يبقى لهم على المؤمنين سبيل. هذا وعد الله ولن يخلف الله وعده.