فلسطين أون لاين

​وفق قانون الطاقة الكوني

السعادة "ذبذبات" لن تحصل عليها إلا بالإنفاق منها

...
غزة- القاهرة/ حنان مطير:

إنّ كلّ شيءٍ في الكون عبارة عن "طاقة"، الإنسان والمال والأشجار والأرض وكل شيء من حولِنا، والطاقة تجذب ما هو شبيهٌ لها، وإن هذه الطاقة تسير في دائرة من الكون إلى الشخص ومن الشخص إلى الكون، فهو يؤثر بالكون والكونُ يؤثر به، وهذه الدائرة لا يجب أن تقف بأي حال من الأحوال لأن إيقافها أمر سيئ وخطير على الشخص وحياته.

تخبرنا بتلك المعلومات وغيرها المدربة الدكتورة منى مشعل استشاري الصحة النفسية والباحثة في علوم الطاقة، وتوضح لـ"فلسطين" أن "العطاء" يجعل الدائرة مكتملةً بينما "الإمساك" يوقفها، فقانون "العطاء" قانون كونيّ ويتمثّل في "الإنفاق".

وتبين:" كي تبدأ بالحصول على ما تريد، يجب أن تنفق مما عندك، بمعنى أن أبحث عما ينقصني وأبدأ بالإنفاق منه".

إنه قانون سهل وصعب بنفس الوقت- وفق د. مشعل- فكيف ينفق الشخص من شيء يفتقده؟!

تبين د. مشعل أن الانفاق لا يقتصر على المال، إنما تندرج تحته كل المشاعر، تضرب مثلًا:" فلو أن شخصًا ما يحتاج مالًا، فليسأل نفسه لم هو يحتاج المال؟ بالتأكيد إنه يحتاجه من أجل عمل مشروع ما فينجح فيه ويكون سعيدًا وراضيًا عن ذاته، إذًا فإن المشاعر التي يبحث عنها من وراء هذا المال هي مشاعر السعادة، وبالتالي كي يكون سعيدًا عليه أن ينفق مشاعر السعادة".

وتضيف:" لو كنت تريد المال كمادة تشتري بها شيئًا ما، فإن عليك أن تنفق شبيهَه، أي أن تنفق مالًاولو بقدرٍ قليل للغاية، حتى تتمكّن من جذب طاقة المال إليك".

وتتبع لو أنك أنفقت ولو "شيكل" واحد في الخير ومساعدة الآخرين، فإن هذا "الشيكل" سيحقق سعادةً لهم، وبالتالي فإنك تكون قد أنفقت السعادة وجعلت الدائرة تسري من الكون لجسمك والعكس وهذا هو المطلوب لاكتمال الدائرة.

وتكمل:" ولو نظرنا لطاقة الفقر، فإن طاقة الفقر التي يشعر بها الإنسان تجذب ما يشبهها أي أنها تجذب "طاقة فقر" ، وحين ينفق الشخص مالًا بنية أنه يملك المال أي أنه غنيّ فإن الطاقة التي يحملها هي طاقة "غِنى"، وهنا سيجذب طاقة غِنى، ثم طاقة المال التي تُمثّل الغِنى.

وهناك من هو غير مفتقر للمال، لكنه مفتقر للسعادة، فلو ساهم في إسعاد الآخرين بأي طريقة أي لو انه أنفق "سعادة" فإنه سيجذب طاقة السعادة إليه وسيكون سعيدًا من حيث لا يدري.

وبالتالي فإن أي شيء تفتقر له لن تحصل عليه إلا إن أنفقت منه، تريد أن تكون سعيدًا فلتفعل أي شيءٍ يُسعد الآخرين، وسينتج عن جسمك ومشاعرك حينها ذبذبات سعادة ستجذب لك كل السعادة التي بالكون لأن الكون مسخر لك بما فيه.

لو أردتَ حبًا فعليك أن تنفق حبًا أي أن تحب الآخرين، لو أردت وصلًا من أحد وودًا، فعليك أن تودّ الآخرين وتصلهم، لو لم تجد أحدًا تجلس معه وتخرج معه وتتحدث إليه، حاول ان تكون سعيدًا بنفسِك ومكتفيًا بذاتِك، اعزم نفسك أخرج مع نفسِك، كل ما تحب أن يحصل لك، فلتفعله.

بمجرّد ان تسأل نفسك عمّ تفعل كي تكون سعيدًا، فإن عقلك الباطنيّ سيعطيك الإجابة، فهو أشبه بالكمبيوتر المرتبط بالكمبيوتر الكوني، يعطيك الإجابة التي تريدها شرط أن تكون مرتبطًا به بطريقة صحيحة وبثقة.

تريد أن تُعامل باحترامٍ عامل الآخرين باحترام، تريد أن تعمل، فلتبدأ بالانفاق من وقتك لأن العمل عبارة عن وقت يمرّ، تصرّف كما لو أنك تعمل، تستيقظ مبكرًا، تنظم وقتك،تنمي قدراتِك، تقوي لغتك.. إلخ، ستجد العمل يأتيك فلو ظهر الطالب ظهر المعلم.

إننا عبارة عن كائنات طاقيّة موجودة في كونٍ طاقي، كل ما فيه عبارة عن طاقة، أردتُ شيئًا ما أن يقع ويحدث يجب أن أنفق من نفس طاقته، فهذا يعني أنني أعطيت مساحةً لشيء جديد كي يأتيني، تمامًا كمن يريد ملابس جديدة، فإنه ينفق من ملابسه القديمة لأشخاص يسعدون بها لأشخاص يحتاجونها ويسعدون بها، فإن ذلك يعطي رسالة كونية بأن هناك مساحة فارغة.

وأصحاب الطاقة السلبية هم الذين يولولون دائمًا بأن الناس سيئون وأصحاب مصالح وخائنون، ولا يودّون أحدًا .. إلخ، فهؤلاء هم أنفسهم الذين يقطعون الناس ولا يودّون أحدًا إنهم مليؤون بالطاقة السلبية المنفرة التي تُبعِد عنهم الناس.

وفي الحقيقة أن لا أحد يقدّم خيرًا فيلاقي شرًا أبدًا، ومن افتقد شيئًا فإنه لم يفقده إلا لأنه مُمسِكٌ عنه، وبالتاليفلتحرص على أن تنفق كل شيء جميل، ولو بكلمة لطيفة أو ابتسامة أو كلمة تشجيع، المهم أن تدخل السعادة على قلب كل من تراه، وبالتالي فإنك ستجذب كل الأشياء الجميلة إليك، فطاقة العطاء قوية وجاذبة جدًا، فلتقدّم وستحصل على اكثر مما تتخيّل وفق ما توضح د. مشعل.