حذر رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف من خطورة ما يحدث في تجمع "الخان الأحمر" شرق القدس المحتلة، الذي يحاول الاحتلال هدمه وتهجير أهلهالذي سيكون- إن تم - مقدمة لهدم 225 تجمعا فلسطينيا، لافتا إلى أن الاحتلال انتقل من مرحلة الهدم الفردي إلى الهدم الجماعي.
وقال عساف في حديثٍ لصحيفة "فلسطين"، إن الذي يحدث في الخان الأحمر جزء من خطة إسرائيلية قديمة تهدف إلى تهجير السكان الفلسطينيين في مناطق "ج" تمهيدا لضمها للاحتلال، مشيرا إلى أن هذه الخطة جرى المصادقة عليها إسرائيليا عام 2011، وتستهدف تهجير 46 تجمعا في المرحلة الأولى، منها الخان الأحمر.
وفي حال نفذت المرحلة الأولى من الخطة، أوضح المسؤول الفلسطيني أن نحو 20 ألف مواطن فلسطيني سيرحلون عن مناطق سكنهم عوضاً عن هدم 18 ألف منزل في مناطق "ج".
وذكر عساف أن 8 تجمعات حالياً لديها أوامر ترحيل منها قرية سوسيا جنوب الخليل، والخان الأحمر وجبل البابا بمنطقة القدس، والتجمعات الواقعة شرق طوبا.
وقال إن سوسيا أول قرية معرضة للترحيل بسبب موقعها الاستراتيجي كمفتاح جنوبي لمدينتي الخليل والتي تضم 45 منزلاً، والخان الأحمر باعتبارها مفتاحا لمدينة القدس، الذي يضم 40 منزلاً، فيما يضمن جبل البابا 57، ومنطقة أبو نوار 103 منازل يخوض فيها الفلسطينيون "معركة حياة أو موت ومعركة بقاء".
وأضاف أن كل محاولات الهدم السابقة التي بدأت في منطقة "أبو نوار" وتجمع "جبل البابا" فشلت بسبب جهود الأهالي وصمودهم فضلا عن الجهود الشعبية، لافتاً إلى أن محكمة الاحتلال أصدرت قرارا بهدم وترحيل تجمع الخان الأحمر الذي يعد الرأس الثالث في مثل "E1 .
وبين أن الاحتلال يعتقد أنه في حال هدم "الخان الأحمر" فسيتم بعدها هدم باقي التجمعات، وتنفيذ الخطة الخطيرة بتهجير باقي التجمعات في مناطق "ج" وعددها 225 تجمعا صغيرا يسكنها نحو 300 ألف مواطن فلسطيني، وهي منتشرة على 60% من مساحة الضفة.
وأردف: "المعركة تدار بعنف وقوة لمنع تحقيق ذلك بسبب خطورة ما يجري، لأنالخان الأحمر هو أول تجمع فلسطيني سيتم هدمه بالكامل منذ عام 1967، وما يحدث بالخان مقدمة لصفقة القرن لأن ترحيل هذه التجمعات سيؤدي لعزل مدينة القدس ضمن إطار "صفقة القرن" لعزل المدينة عن محيطها العربي واعتبارها عاصمة للاحتلال، ولأنها تربط بين جنوب الضفة وشمالها، تمهيدا لتقسيم الضفة لقسمين.
وذكر أن الاحتلال يخطط كذلك لحسم موضوع الأراضي والحدود، كون منطقة التجمعات وعددها 46 تجمعا جزء من منطقة السفوح الغربية والأغوار التي تربط الضفة بالأردن، يريد من خلالها عزل الضفة عن محيطها العربي، لافتا إلى أن ذلك ستتبعه عملية تجميع الفلسطينيين بمناطق الكثافة السكانية لمحاصرتهم بفرض المرحلة النهائية لصفقة القرن، التي تقضي بحكم ذاتي الدائم.
وأفاد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بأن الاحتلال هدم خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة نحو 2200 منزل "أعيد بناؤها".
وبشأن خطوات مواجهة إجراءات الهدم، ذكر أن ملف الهدم مطروح على أجندة المحكمة الجنائية الدولية، بالإضافة لجهود محامي الهيئة على مستوى المحاكم المحلية والإسرائيلية لمنع الهدم.
وبين عساف أن لدى الهيئة خطة بإعادة بناء ما يتم هدمه وتوفير مقومات الصمود في مجال التعليم والصحة، وتقديم الخدمات من كهرباء ومياه، وأن هذه الخطة تتركز في الاعتصام الدائم من قبل العائلات الفلسطينية بمكان الهدم.

