الطائرات الورقية الحارقة، والبالونات الحارقة، هي نوع من مقاومة الطفل الفلسطيني، والصبية الفلسطينيين للاحتلال والحصار. الطائرات الحارقة ليست سلاحا ذريا، ولا قنابل عنقودية، إنها شعلة إيمان الشباب بقوله تعالى :"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ..." . الطائرات الورقية هي الممكن عند هؤلاء المتظاهرين لدفع قوة المحتل الغاصب للأرض والدار والوطن، وللدفاع عن الدين والأقصى.
الطائرة الورقية الحارقة هي رسالة الشعب التي تعبر عن تمسك الأجيال الجديدة بحق العودة في زمن الردة العربية النظامية التي تقفز صاغرة عن حق العودة، وتشارك العدو في حصار غزة لمنع مقاومتها للمحتل. حتى النضال السلمي القائم على التظاهر عند الحدود الفاصلة لم يعد يحظى بتأييد النظام العربي. النظام العربي الذي ارتدّ القهقرى لا يريد المقاومة المسلحة، ولا يريد المقاومة السلمية، هو يريد ( إسرائيل) حليفة وجارة؟!
بالأمس قرر نتنياهو إغلاق معبر كرم أبو سالم، وتشديد الحصار على غزة، وزعم أن ذلك يأتي بسبب الطائرات، والبالونات الحارقة؟! وظني أن هذا تعليل كاذب ومراوغ، والراجح أن تشديد الحصار وإغلاق معبر كرم أبو سالم، ووقف الاستيراد والتصدير، إنما جاء لتركيع غزة، وتمرير صفقة القرن، وفيه تبادل أدوار مع أطراف محلية وعربية.
إن قرار نتنياهو ينفي بكل وضوح المزاعم الصهيونية والأميركية التي تحدثت عن حلول إنسانية لأزمات الحياة في غزة. الحديث عن مشاريع اقتصادية لحل أزمات غزة متداول منذ أشهر، ولكنه حديث بلا رصيد على أرض الواقع، بينما إغلاق معبر كرم أبو سالم تم تنفيذه فورا؟!.
حكومة العدو لا تؤمن ، ولا تعمل على حلول لأزمات غزة الإنسانية واليومية، وهذا ما يعلمه عباس جيدا، بل هي تعمل العكس، وتشدد الحصار، وتلك طبيعة السياسة الصهيونية حين تكون لها اليد العليا. غزة فيما أحسب ستقاوم الحصار، وستواصل التعبير عن مواقفها من خلال المسيرات، والطائرات الورقية، والبالونات الحارقة، لأنها لا تملك بديلا عن هذا. غزة التي تعاني ما تعاني في طعامها وشرابها لن تترك حقها في الدفاع عن شرفها وشرف الأمة.