لم يكن أمام الجريح محمود أبو عطايا، سوى المشاركة في سفينة الحرية وكسر الحصار للمرة الثانية على التوالي، رغم تهديد الاحتلال بالاعتقال.
وأصيب أبو عطايا، في قدمه اليمنى خلال مشاركته في مسيرات العودة وكسر الحصار على الحدود الشرقية لقطاع غزة والتي انطلقت في 30مارس/ أذار الماضي.
وشارك الجريح أبو عطايا، في سفينة الحرية الأولى التي انطلقت في 29مايو/ أيار الماضي، متجهة إلى ميناء"ليماسول" القبرصي، قبل أن تعترضها البحرية الإسرائيلية في عرض البحر وتسيطر عليها وتقتادها إلى ميناء اسدود قبل أن تطلق سراحهم عدا قبطان السفينة سهيل العامودي.
ويقول أبو عطايا لـ"فلسطين" :"عندما سمعت بموعد إطلاق سفينة الحرية (2) سارعت في التسجيل مع عدد من الطلبة والمرضى الذين يرغبون في السفر لعلاجهم وإكمال دراستهم الجامعية .
وكانت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، وهيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار أطلقت سفينةالحرية (2) صباح أمس من ميناء غزة البحري، متجهة إلى قبرص، في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ (12عاماً).
ولجأ عدد من المرضى والجرحى وطلبة الجامعات، للمشاركة في سفينة الحرية (2) بعد أن حرموا من السفر للخارج جراء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وتشديده.
ويستذكر أبو عطايا، جزءًا من مشهد قرصنة البحرية الإسرائيلية لسفينة الحرية الأولى، قائلًا: "هاجمتنا سبعة زوارق اسرائيلية حربية، أربع منها كبيرة الحجم وثلاثة صغيرة، ثم هاجمنا عدد كبير من جنود الاحتلال الذين صعدوا على متن السفينة قبل أن يعتقلونا".
ويتابع حديثه "حين تم اعتقالي سألني ضابط في جيش الاحتلال "هل ستعود مرة أخرى!؟" فأجبته: "سأعود مرة واثنتين وثلاثة؟!، لأنكم من أطلق النار على قدمي وجعلتموني بحاجة إلى علاج في الخارج".
ويكمل أبو عطايا،وعلامات الآسي ظاهرة على وجهه، تعرضت أنا وإخوتي الثلاثة للإصابة خلال مشاركتنا في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار على الحدود الشرقية للقطاع.
ويشير إلى أن الذي دفعه للمشاركة في سفن الحرية سلميتها ، برغم المخاطر والمخاوف التي قد تلحق بنا، ويرفع عكازه بعد أن كان يسند قدمه المصابة عليه، ليقول: "هذا هو سلاحي وسلاح كثير من سكان القطاع، بعد تعرضهم للإصابة من قبل الاحتلال".
ويحلم أبو عطايا، بالسفر الى أحدى الدول الغربية، مثل ألمانيا أو تركيا أو أي دولةمناسبة لإكمال رحلة علاجه، مطالبًا المجتمع الدولي لإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وانشاء ميناء بحري يوصل غزة بالعالم الخارجي ويخفف عن معاناة الجرحى والغزيين.
ويعاني أكثر من مليوني شخص أوضاعًا معيشية وصحية متردية للغاية في غزة، جراء استمرار فرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وتشديده منذ نحو (12 عامًا).

