فلسطين أون لاين

الأول في الفرع الصناعي

"الشغف".. مكمن السر في تفوق عاصم برهوم

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي


"الشغف سرّ التفوّق" بهذه الكلمات الثلاثة يلخص الطالب عاصم توفيق برهوم وصفة النجاح والتمييز في امتحانات الثانوية العامة لعام 2018، التي تكللت أخيرًا بالحصول على المرتبة الأولى في الفرع الصناعي على مستوى قطاع غزة، بمعدل 94.4.

وتجاوز برهوم (18 عاما) طوال فترة دراسته تحديات متعددة، بدءا من اللحظة الذي قرر فيها الالتحاق بالفرع الصناعي، وصولا إلى الصعوبات الحياتية التي يعانيها قطاع غزة في ظل اشتداد الحصار الإسرائيلي.

وفي وسط انشغال برهوم باستقبال المهنئين بتفوقه الذين توافدوا إلى منزله وسط مدينة غزة قال لصحيفة "فلسطين": "خططت لهذه اللحظة منذ سنوات، وصممت للوصول لها منذ اليوم الأول في العام الدراسي الجديد، متسلحا بالتوكل على الله ثم الشغف والسعي وراء تحقيق أهدافي في الحياة".

ويصف برهوم فرحة النجاح بـ "فرحة العمر الكبرى" ولكنها تبقى منقوصة ما لم يتبعها تفوق في الحياة المهنية والحياتية لاحقًا، مضيفا "النجاح عملية متراكمة يتوجب أن تحفز الشخص وتدفعه لمواصلة طريق التميز على مختلف الصعد، مهما كانت التحديات والصعوبات".

ويشير برهوم إلى أنه عزم على الالتحاق بالفرع الصناعي والتخصص به أثناء دراسته في المرحلة الثانوية بعدما استمع لنصيحة وتوجيهات أحد الأساتذة، قائلا "رأيت حينها أن الصناعي أكثر شيء يتناسب مع طموحاتي ويتوافق مع احتياجات سوق العمل، فقررت الالتحاق به رغم النظرة السلبية والقاصرة تجاه في المجتمع المحيط"، كما قال.

وبعدما تحدى برهوم نظرة المجتمع متسلحا بشغفه ودعم والديه وتشجعيهما له على المضي في الطريق الذي تتوافق مع ميوله، برزت معضلة أخرى تتمثل ببعد المسافة بين منزله في مدينة غزة، ومدرسته في مدينة دير البلح وسط القطاع، حيث تقع مدرسته المتخصصة بالتعليم الصناعي لطلبة الثانوية.

ويقول: "كنت أخطط لجدولة المهام اليومية وفقا لمتطلبات الدارسة، فساعة الاستيقاظ كانت على أذان صلاة الفجر لأشرع عقب ذلك في تناول طعام الإفطار ثم الخروج إلى المدرسة رغم بعد المسافة، وبعد العودة عند الساعة الثانية ظهرا كنت أحصل على قسط من الراحة يتبعها ساعات دراسة متوازنة".

ويشدد برهوم على ضرورة إعطاء كل شيء حقه أثناء دراسة الثانوية العامة دون تفريط أو إفراط، موضحا "لا شيء يمنعك من ممارسة حياتك المعتادة كما كانت قبل الثانوية العامة، فممارسة الرياضة والجلوس مع العائلة وقضاء ساعات ترفيه بين الحين والآخر، كلها قضايا تساعد على تخفيف حدة التوتر وتعطي الطالب جرعة لمواصلة القراءة".

عوامل النجاح

وتتبادل أم أحمد نظرة الفرح الممزوجة مع ابنها، قبل أن تقول لصحيفة "فلسطين": إن "التخطيط الجيد، ورسم الأهداف، والاستغلال الأمثل للوقت بمثابة العوامل الأساسية الضامنة لنجاح أي طالب بالثانوية العامة، وقبل ذلك كله التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب".

وهل توقعت العائلة هذه المرتبة والتفوق لأحمد، تجيب الأم "منذ سنوات عمره الأولى كان التميز حليف أحمد، فاسمه دائما يزيّن قائمة الأوائل على مستوى الفصل والمدرسة، لذلك لم يكن غريبا عليه أن يتفوق في الثانوية العامة".

وينصح المتفوق عاصم طلبة الثانوية العامة بالتوجه لدراسة العلوم الصناعية التطبيقية بمختلف تصنيفاتها لما توفره من مجالات مهنية وتقنية أوسع يحتاجها سوق العمل، معبرا عن طموحاته في اكمال دراسة البكالوريوس في مجال تصميم تطبيقات الويب.