عزام الأحمد يدعو إلى الفتنة، والحرب الأهلية، ويبدو أنه لا يبالي بالنتائج؟! عزام يدعو الفصائل المنضوية تحت منظمة التحرير الفلسطينية للثورة على حماس في غزة، ومقاتلتها، والتظاهر ضدها حتى إسقاطها. كلام عزام الأحمد جاء قبيل الاجتماع الذي تعقده حماس مع المخابرات المصرية، وفتح في القاهرة هذا الأسبوع ؟! لماذا هذه الدعوة (الفتنة) وفي هذا التوقيت؟!
بعض الإجابات تتحدث عن ممارسة الضغوط على حماس، وبعضها يتحدث عن طبيعة عزام التوتيرية، التي تتخيل أنها تسيطر على فتح والفصائل معًا، وأنها قادرة على فعل المستحيل؟!
الغرور ليس طريقا للمصالحة، والضغوط غير المسئولة ليست طريقة للوحدة الوطنية، والفتنة والاحتراب الأهلي خيانة لله ثم للوطن، ويبدو أن عزام يجهل تداعيات ما يقوله، أو أنه لا يبالي بالآخرين؟!
الطريق إلى المصالحة والوحدة الوطنية، لا تمرّ بالفتنة أبدًا، ولكنها تمرّ حتمًا بالشراكة الوطنية، والانتخابات الحرّة النزيهة، والمساواة بين غزة والضفة، ونبذ التمييز في الرواتب والوظائف. إن بداية نجاح المصالحة تقتضي سحب ملفها من عزام الأحمد، وإسناده لشخصية ذات مصداقية، تؤمن بالآخر، وبحقوقه في الشراكة، وتؤمن بكلمة الشعب في صندوق الانتخابات. الشخصيات الوطنية ذات المصداقية كثيرة في الشعب الفلسطيني، وتغيير الوجوه فوق هذا رحمة بالجميع، ورحمة بعزام نفسه، بعد أن نفد كل ما عنده، ولم يبقَ عنده غير الفتنة؟! والفتنة نائمة كما يقولون، لعن الله من أيقظها؟!
في غزة لا يرتاح المستمعون لتصريحات الأحمد بشكل عام، وأحيانًا لا يحملونها على محمل الجدّ، لا سيما بعد أن ثبت لديهم عقمها، وغياب مسئولية مطلقها عن كلامه، واتجاهها نحو توتير الأعصاب. ولا أعتقد أن أبناء فتح في الضفة وغزة والخارج يرتاحون لتصريحاته، لا سيما في باب المصالحة والرواتب. لماذا يشتد عزام على حماس، ويدعو لتعميق الإجراءات أو العقوبات على غزة، بينما يسكت عن الخان الأحمر، وينتقد (إسرائيل ) حين ينتقدها بكلام دبلوماسي مهذب؟! هل تصريح الشخصية المهمة أهم عنده من الدم الفلسطيني؟! لست أدري.