فلسطين أون لاين

​دعوا لاستنساخ تجربة الدفاع عنه في المواقع المهددة

معتصمو الخان الأحمر.. خط الدفاع الأول عن القدس والأقصى

...
قلقيلية/ مصطفى صبري:

قرار محكمة الاحتلال العليا بتجميد هدم تجمع الخان الأحمر شرق مدينة القدس المحتلة، أمس، أشاع السرور في صفوف المواطنين الذين اعتصموا داخل التجمع وتعرضوا للقمع والسحل من قبل قوات الاحتلال الخاصة.

وزير هيئة الجدار والاستيطان وليد عساف، اعتبر القرار مهماً، وقال إن الفعاليات ستبقى مستمرة حتى يكون هناك قرار نهائي بعدم الهدم للخان الأحمر، مؤكداً أن المتضامنين في الخان الأحمر أسقطوا ميدانياً ما يسمى بـ"صفقة القرن"، وأن صمودهم سيكون له نتائج إيجابية في الميدان وعلى واقع الأرض.

بدوره، أعرب النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي، عن اعتزازه بصمود المعتصمين في الخان الأحمر، معتبراً ما فعله الاحتلال في التجمع "امتداداً لفكرة التطهير العرقي الساكنة في عقول قيادة الدولة العبرية منذ عهد النكبة إلى يومنا هذا، وأن اعتراض خمس دول أوروبية على هدمه لا يكفي، فهناك وسائل عملية للضغط على الاحتلال".

رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى ناجح بكيرات، قال إن الخان الأحمر له جذور تاريخية، فهو استراحة للقوافل التاريخية بين الممر المائي والبحري للحجاج، وهو بوابة القدس الشرقية، ومن خلاله يريد الاحتلال تطهير محيط القدس من الفلسطينيين.

وأضاف بكيرات أن تجمع الخان الأحمر هو ضمن 130 مشروع تطهير عرقينفذها الاحتلال منذ النكبة، وكلها تصب في الترحيل والتطهير، لذا فقضية الخان لها أهمية في أنها ستكون خط الدفاع الأول عن مدينة القدس وعن المسجد الأقصى.

أما أبو عماد الجهالين مسؤول تجمع أبو نوارالبدوي الذي هدم منه مؤخراً 14 بيتاً، قال: "هنا معركة القدس، معركة المسجد الأقصى، ومن هنا ندافع عن أرضنا ومقدساتنا، وإذا نجحنا هنا ستفشل كل مخططاتهم المتمثلة بمشروع القدس الكبرى وضم المستوطنات إليها، ومشروع "E1" وصفقة القرن، فهنا البداية وهنا تسجيل الانتصار".

من جهته، قال عبد الله أبو رحمة الناشط الميداني والكادر في هيئة الجدار والاستيطان، قال: "تعودنا على الانتصارات الميدانية في مواجهة الجدار والاستيطان، ونحن في معركة عض الأصابع، فالذي يصبر على الألم والوجع والصمود في النهاية سينتصر ويفوز".

وأضاف: "وجودنا هنا في الخان الأحمر منذ أكثر من عشرين يوماً له أهمية في منع تمرير قضايا كبيرة على الشعب الفلسطيني، فهناك 46 تجمعاً تنتظر الهدم والتطهير العرقي، فنجاح الاحتلال في إزالة أحدها ستؤثر على كل فلسطيني".

الناشط في مقاومة الجدار، محمد زيد، قال إن ما يجري في الخان الأحمر من صمود وتحدٍّ ومقاومة لآلة القمع الإسرائيلية يؤسس لمرحلة جديدة في مقاومة الاستيطان ومشاريع التطهير العرقي، فثبات أهل الخان مع المتضامنين رسالة للاحتلال أن سياسة التطهير لن تنجح في قمع الفلسطينيين وطردهم من أرضهم".

وتابع أن "الصمود قد تحقق، وقد تجذر الفلسطينيون في كل المواقع المهددة بالتطهير العرقي والهدم، وهذا الصمود صدمة للاحتلال وقيادته العنصرية التي تعتبر الفلسطيني طارئاً على الأرض وليس مالكاً لها".

وأعرب المزارعون الذين يكتوون بإجراءات الاحتلال العنصرية ويمنعون من دخول أراضهم في الأراضي الواقعة خلف جدار الفصل العنصري، في لقاءاتٍ معهم، عن فرحتهم بثبات أهل الخان الأحمر بالرغم من القمع والتنكيل.

المزارعة فوزية قطراوي من قرية اسكاكا قضاء سلفيت، والتي منعها الاحتلال من دخول أرضها خلف الجدار العنصري، زغردت عندما سمعت بانتصار أهل الخان الأحمر، ووقف الهدم مؤقتاً، وقالت: "النصر حليفنا ولن نترك أرضنا، وسنبقى أوفياء لها".

فيما قال المسن عبد الله زيد الواقعة أرضه خلف جدار الفصل العنصري شمال قلقيلية: "أنا لا أعرف أين الخان الأحمر إلا أن أحفادي قالوا لي إنه قريب من القدس، وقد فرحت كثيراً لأن الحفاظ على الأرض له أهمية كبيرة في عدم تهجيرنا، فنحن ذقنا مرارة التهجير في النكبة والنكسة وعزل الأرض بالجدار".