أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، د. محمود الزهار أن "صفقة القرن" الأمريكية لن تمضي ولن تقبلها حركته ولن تسمح بتطبيقها، مشدداً على أنها صفقة "تافهة"، ولا تقوم على شيء أخلاقي.
وقال الزهار في كلمة له بحفل تأبين الشهيد الطفل ياسر أبو النجا بمخيم العودة ببلدة خزاعة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة: "قضيتنا ليست خاضعة للتجزئة، ولا نعرف في قاموسنا صفقة قرن، ولا نعرف في قاموسنا أرضا دون أرض، وقدسا شرقية وغربية، نعرفها وحدة واحدة ورثناها عن آبائنا وحدة واحدة، وسنورّثها كذلك دون تجزئة".
وأضاف: "إننا نتكلم عن حق لا يجزأ ولا يتنازل عنه إلا الأنذال، ولم تعرفنا الأمة أنذالاً أو خونة"، مكملًا "فلسطين كل فلسطين ولا أقل من ذلك ذرة تراب واحدة، فلسطين من بحرها لنهرها من جبالها لرمالها من حدودها من نهر الأردن للبحر المتوسط جزء واحد من الأمة العربية".
وأرسل الزهار رسائل للمستوطنين، بقوله: "لكل مستوطن ارحل قبل أن يأتيك وعد الآخرة وتأكلك الأرض كما أكلت من قبلك المستعمرين، وعلى ليبرمان (وزير جيش الاحتلال) أن يعود ليحرس الراقصات في كازينوهات روسيا".
ونبه الزهار إلى أن الشعب الفلسطيني يقف على بعد أمتار من أرضه التي احتلت عام 1948، ولا يفصلهم عنها سوى أسلاك شائكة، مضيفاً "قيادة الشعب الفلسطيني الحقيقية على بعد خطوات من الأرض المحتلة كما هو الشعب في المقدمة".
ورأى أن كل القامات والهامات تذهب أمام قطرة دم الشهداء الأبرار، خاصة حينما يكونون من الأطفال الذين كان ينتظرهم المستقبل، متسائلا عن القيم الأخلاقية التي حققها الاحتلال في استهدافهم للأطفال والنساء والسلميين.
وأردف: "هؤلاء الأطفال ضحايا مشروع إبليس، ولا شيء يمكن قوله إلا أن من استهدفهم مجرم"، مشدداً على أن الجرائم المقترفة من قبل الاحتلال لن تغير المبادئ أو تحرف البوصلة "ولن تجعلنا نتنكب الطريق".
وذكر أن "مسيرة العودة جاءت بمثابة معادلة عظيمة لشعبنا لتقول إن مشكلة الاحتلال ليست مع المقاومة المسلحة فحسب، بل هي مع الشعب الفلسطيني كافة"، مؤكداً أن المسيرات كانت لا تقل غضبة وتأثيراً ممن يحمل السلاح.
ولفت إلى أن البالونات الحارقة "تحرق كبد الاحتلال قبل أن تحرق الأشجار، وأن ما يتم حرقه هو حرق للمشروع الصهيوني في المنطقة، فالشجرة التي تحترق تجهز جذورها للجيل القادم".
ورأى الزهار أن الرهان على سلمية الحل مع الاحتلال فشل، مؤكداً أن فلسطين "لا تتحرر بمفاوضات سلام، وأن السرطان لا يعالج إلا بالاقتلاع، والاحتلال لا يعالج إلا باستئصاله"، معبرا عن أسفه لأن يتمدد هذا السرطان في "الهواء العربي".
وأشار إلى أن الشعوب العربية لا يمكن أن تخدع أو تشترى أو تنسى تضحيات آبائها أو أجدادها، التي ضحت من أجل فلسطين، مشددا على أن من راهن على نوم الشعب العربي سيفيق على صحوة هذا الشعب.
وذكر الزهار أن الشهداء في مسيرة العودة وضعوا العالم العربي أمام المرآة الحقيقية لينظر كل منهم أين هو منهم، متسائلاً بقوله "أين المنظمات العربية والإسلامية؟ انظروا في المرآة واسألوا أنفسكم ماذا فعلتم للشهداء، ليس أكثر من ذلك، وأرجو ألا تبصقوا في المرايا".
وشدد على أن التطبيع مع الاحتلال والتعاون معه والتنسيق الأمني "ليس من أخلاقنا ومصالحنا"، مردفا "القدس لم ولن تسقط من حساباتنا، ولن تموت غزة من الجوع".
وأكد أن الضفة الغربية ولولا "الألاعيب التي تجري حولها"، لرأى العالم بأسها وغضبتها على الاحتلال، وعدم تخلفها عن مسيرة المقاومة، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني يسير بوعي نحو تحقيق الهدف السامي في معركة وعد الآخرة التي ينذر حصولها برفع الأعلام الفلسطينية على الحدود الفلسطينية السورية واللبنانية والأردنية والمصرية.
رهان خاسر
من جهته، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام، أن الرهان على صفقة القرن "رهان خاسر"، لأنه لا يستند إلى أي شكل من أشكال الحق والموضوعية والإنصاف للشعب الفلسطيني.
وقال عزام خلال حفل التأبين، إن صفقة القرن محاولة واضحة لفرض الاستسلام على الأمة العربية والإسلامية جميعها وليس الشعب الفلسطيني فقط، مشيرا إلى أن الصفقة تدعو السلطة في رام الله للاقتراب من كل فلسطيني وليس العكس.
وفي سياق آخر، رأى عزام أن عاراً كبيراً يلحق الأمة في ظل صمتها على جرائم الاحتلال في القدس وغزة، مضيفاً "القدس درة العرب والمسلمين ولا يتحرك الأمراء والملوك والرؤساء بل يستمرون في التحالف المشؤوم مع سارقي الأرض".
وشدد على أن الأمة أمام مفترق طرق خطير فإما أن تقف أمام مسؤولياتها أو تتحول لهنود حمر جدد، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني ورغم حالة الضيق والقلة إلا أنه مستمر في تمسكه بحقه حتى وإن لم يستطع الوصول إليه.
وفي كلمة عائلة الشهيد ياسر أبو النجا، دعا محمد أبو النجا إلى ضرورة رص الصفوف، والوحدة والتحالف في خندق المقاومة، والاستمرار على نهج الشهداء وطريقهم، دون أي تفريط أو تراجع.