كل التحية والإكبار للوطنية التونسية. كل التحية والإكبار للمعلم التونسي. المعلم التونسي رفض تصحيح امتحان مادة الجغرافيا للثانوية العامة لورود كلمة (إسرائيل) في السؤال. كان يمكن لواضع السؤال أن يضع كلمة (دولة الاحتلال) مكان (إسرائيل)، ولكنه أخطأ لسبب من الأسباب.
المعلم التونسي رفض الخطأ رفضًا جماعيًّا من خلال رفضه تصحيح السؤال. المعلم التونسي لم تتغافل أحاسيسه الوطنية عن الخطأ، فأراد أن يعلم الآخرين ألّا يعودوا للخطأ مرة أخرى. هذه هي الشعوب العربية. هذه هي الوطنية العربية. الحكام المستبدون هم نبتة شاذة في حقل الوطنية العربية الشعبية، إذ يقفزون عن الشعوب وعن أحاسيسها ويتجهون إلى التطبيع مع العدو الصهيوني. المعلم التونسي هو صنو المشجع الرياضي التونسي الذي رفض أن يُرفع علم (إسرائيل) في المونديال، ورفع مكانه علم فلسطين.
المعلم التونسي، هو المعلم المصري، هو المعلم السعودي، هو المعلم الأردني، هو المعلم الإماراتي، هو المعلم العربي بشكل عام. المعلم هذا هو حامل أمانة الدين والوطن، وهو نبض الأمة في رفضها للاحتلال، ورفضها للتطبيع، ورفضها لثقافة أميركا و(إسرائيل).
المعلمون هم ورثة الحقيقة التي يجهد الحكام أنفسهم، وأموال الدولة لطمسها؟! لذا نريد أن يحكم البلاد العربية معلمون. لا نريد حكم الجيش، ولا نريد حكم الأسر والعائلات. نريد المعلم الذي علّم الجيش، وعلّم الأسر الحاكمة، فانحرف الجيش، وانحرفت الأسر عن رسالة المعلم، وبقي المعلم ثابتًا على مبادئ الوطنية، فرفض أن يصحح مادة الجغرافيا لسؤال فيه انحراف، هو أدنى من انحرافات الجيش والأسرة الحاكمة بكثير.
كل التحية للمعلم التونسي، والسعودي، والمغربي، والأردني، والمصري، والإماراتي، وللمعلم العربي، والمعلم المسلم حيثما كانوا، حين يحيون سنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من خلال تطبيق مفاهيم كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته، وينتصرون لفلسطين، والأقصى. هذه هي الوطنية التي نجاهد بها دولة الاحتلال إن شاء الله.