"يعرفون ( يقصد أميركا وإسرائيل) أنه لا يمكن أن تكون لنا دولة بغير غزة، ويبحثون إمكانية أن تكون هناك دولة في غزة. لا يمكن ذلك. فغزة شعبها عظيم ومنبت الوطنية وهي الأساس بالحركة الوطنية" هذا القول لصائب عريقات، أمين سرّ اللجنة التنفيذية للمنظمة، والذي يقول أيضا:" إن لجنة برئاسة عزام الأحمد ستصدر قريبا توصياتها بحل القضايا كافة بشكل جذري، وتشمل حل القضايا اليومية والحياتية والمعيشية والسياسية"؟!
شكرا يا سيد صائب إذا تعترف بشكل واضح لا لبس فيه بأن غزة تعاني من مشاكل حياتية ويومية ومعيشية، وأن سلطة عباس هي السبب فيها، وأن الحل لها هو بيد السلطة، وتوصيات لجنة الأحمد الذي ينكر وجود عقوبات مفروضة على غزة؟!
مطلوب من صائب أن يقوم أولا بحل التناقض بينه وبين الأحمد، ومن ثمة توحيد الخطاب، فعزام الذي لا يعترف بأزمات غزة، لا يقرّ بأن غزة منبت الحركة الوطنية الفلسطينية، ويرى في غزة شعبا آخر يستحق العقوبات المفروضة عليه.
إذا كانت غزة يا صائب هي منبت الحركة الوطنية، وشعبها عظيم، فلماذا تعاقبونها في أرزاق أبنائها، ورواتب موظفيها، ودواء مرضاها، وتطالبون العدو الإسرائيلي بقطع الكهرباء والمياه عنها، وتميزون بين سكانها وسكان الضفة الغربية في المعاملات كافة؟!
إذا كانت غزة منبت الوطنية الفلسطينية كما تقول فإنها لن تكون الثغرة التي ينفذ منها الأمريكان إلى صفقة القرن، كما تتهم أنت وتزعم، حيث تقول" إنه لا يوجد مدخل للأمريكيين غير ثغرة غزة؟!".
غزة التي يتظاهر من أجل رفع العقوبات عنها المواطنون في رام الله ونابلس والقدس ومدن وقرى الضفة ليست بحاجة إلى شهادتك، ولا إلى كلامك المرتبك المتناقض؟! غزة منبت الوطنية، وهي رافعة للقضية الفلسطينية منذ النكبة، وفي التاريخ الفلسطيني ما يصدق كلامي، ولكنكم تجهلون غزة وحقوقها حين تماديتم بفرض العقوبات عنها، وأرسلتم موظفيها إلى الفقر والتسول، بينما ترتعون في خيرات غزة والضفة؟!