في خطوة تؤكد أهمية مشاركة وتواجد المرأة الفلسطينية في ميدان المقاومة والجهاد، تستعد النساء في قطاع غزة للمشاركة في المسيرة النسوية اليوم في مخيم العودة بمنطقة "ملكة" شرق غزة، تحت شعار: "فلسطينيات نحو العودة وكسر الحصار"..
و تحمل هذه المسيرة بحسب القائمين عليها عدد من الرسائل أبرزها التأكيد على استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار و أن المرأة الفلسطينية هي صانعة الانتصارات ورمز التضحيات.
ودعت لجنة المرأة في الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار في مؤتمر لها عقد أمس قطاعات المرأة المختلفة، والمنظمات النسوية، والكتل الطلابية، والاتحادات العاملة في مجال المرأة بقطاع غزة إلى أوسع مشاركة نسوية في مخيم العودة، شرق مدينة غزة.
الكاتبة أفنان القطراوي إحدى المشاركات في المسيرة أوضحت أن الجميل في هذا المسيرة أن جميع الأطر النسائية من جميع الفصائل الفلسطينية ستشارك في المسيرة وسيتم التركيز فيها على مشاركة المرأة بقوة.
وقالت في حديث لـ"فلسطين": إن "حضور المرأة سيعطي إشارة قوية إلى أن الميدان ليس فارغًا، وأن المرأة تستطيع إعادة الحشود الكبيرة للميدان، كما أن الهدف الرئيس من المسيرة مناصرة قضية العودة والقدس والدعوة لكسر الحصار ودعم الثوابت الفلسطينية".
وأضافت القطراوي: إن "المرأة ليست عنصرًا دخيلًا على المسيرة والمجتمع فخروجها متوقع ومنطقي، فهي على مدار مراحل النضال المختلفة كانت صاحبة رأي وقرار وتدير دفة الأزمة في بعض الأحيان".
وأشارت إلى أن التنوع في المسيرة من خلال مشاركة نساء اليسار ونساء التيارات الإسلامية يعطي انطباعًا أن الشعب الفلسطيني موحد وليست لحزب وعقلية واحدة بل لكل الفلسطينيين في غزة، فهي مسيرة للكل الفلسطيني ونحن بحاجة ماسّة لنفس الوحدة.
ونبهت القطراوي إلى أن هذا الحراك يأتي تزامنًا مع حراك رام الله المطالب برفع العقوبات عن غزة، حيث إن خروج النساء هي رسالة قوة وإسناد للنساء في الضفة الغربية لتحمل المسؤولية والخروج للميدان، خاصة أن المرأة والطفل من أكثر الفئات التي يتم التعاطف معها عالميًا.
رسائل قوية
من جانبها، أوضحت مسؤولة الإعلام في دائرة العمل النسائي في حركة الجهاد الإسلامي آمنة حميد، أن مشاركة النساء في مسيرة خاصة بهن ضمن فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار يأتي لتوجيه رسالة قوية بأن المرأة صاحبة حق ويستحق أن يثني على عطائها وأن ينتبه العالم لها ولكل ما تعانيه.
وقالت في حديث لـ"فلسطين": إن "خروج المرأة سيكون بأعداد كبيرة للغاية وبمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية، للتأكيد على سلمية المسيرات وأن المرأة الفلسطينية لا تزال هي رائدة الثورة السلمية والمسلحة وأنها جذوة الصبر ومفتاح الحرية".
وأضافت حميد: إن "هذه المسيرة ستكون موجهة للتأكيد على أن انفجار سيكون في وجه الاحتلال الإسرائيلي الذي هو المسؤول الأول عن كل معاناة يعانيها أهلنا في قطاع غزة"، لافتةً إلى أن المرأة الفلسطينية ستبقى نموذج عطاء مستمر وبوصلة فلسطين الرئيسة.
وأشارت إلى أن هذه لن تكون المرة الأولى التي ستخرج بها المرأة الفلسطينية في مسيرات خاصة لدعم القضية الفلسطينية، وأنها كانت صاحبة الفضل لخروج أول مظاهرة سلمية في عهد الانتداب البريطاني.
وأكدت حميد أن المرأة ستبقى مستمرة في خروجها ومشاركتها في مسيرات العودة الكبرى وستعمل على إعادة صياغة التاريخ من جديد من خلال هذه المسيرات السلمية التي تمثل استنزافًا حقيقيًا للاحتلال الإسرائيلي.
مسيرة موحّدة
في السياق ذاته، بينت منسقة لجنة المرأة في الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار اكتمال حمد أن المسيرة النسائية تعكس مدى توحد النساء الفلسطينيات الدائم، منوهةً إلى أن المسيرة جسدت كافة ألوان الطيف الفلسطيني الذي قدم الكثير للقضية الفلسطينية.
وأكدت في حديث لـ"فلسطين": إن "المسيرة تهدف لتوجيه رسالة للاحتلال الإسرائيلي وللعالم بأسره أن النساء الفلسطينيات مستمرات في المشاركة بمسيرات العودة إلى أن يحققن مطالبهن وأهدافهن وهي التأكيد على حق العودة، رفع الحصار بشكل كامل والوقوف بوجه صفقة القرن.
وقالت حمد: إن "المرأة الفلسطينية تحملت على مدار سنوات الاحتلال الإسرائيلي وسنوات الحصار الاثنتي عشرو الأخيرة الكثير، وكانت هي الأكثر تضررًا على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية وغيرها".
وأضافت: إن "المرأة الفلسطينية جسدت على مدار السنوات الماضية كل معاني النضال ووجودها في المسيرات كان ضروريًا فهي من حشدت وحضرت الاحتياجات ولوازم الخروج العائلية، كما أن من هن الشهيدة والجريحة وأم وزوجة الشهداء".
واستدركت: "ورغم كل ذلك فإن المرأة الفلسطينية لا تزال قادرة على تقديم المزيد من التضحيات وتثبت أن باستطاعتها الوقوف أمام العالم بأسره للمحافظة على الثوابت والأرض وتدافع عن حقها في العودة".
وأشارت حمد إلى أن نساء القطاع لن يكن وحدهن في مسيرة العودة النسوية في القطاع، بل سيشاركهن بها مسيرات نسوية في عدد من مدن الداخل المحتل، ومسيرات أخرى ستخرج في عدد من الدول العربية والأوروبية والأجنبية.
جدير بالذكر، أن فعاليات نسوية ستشارك نساء القطاع في الخروج والتظاهر وذلك في مارون الراس وفي بيروت بلبنان، وفي حيفا وعدد من العواصم العربية والأجنبية.