فلسطين أون لاين

​تسمع جعجعة ولا ترى طحنًا

كثرت الأحاديث الأميركية الإسرائيلية التي تتحدث عن مشاريع لحل الأزمات التي تعاني منها غزة. الأحاديث الصحفية المعلنة والمسربة تتحدث عن حلول إنسانية وإغاثية للسكان الذين يعانون الحصار منذ عقد ونيف. الأحاديث التي تستهدف هذا الموضوع لأغراض سياسية على الأرجح تتحدث عن ضخ أموال عتيدة، وإقامة مشاريع كبيرة توفر فرص عمل عديدة للشباب.

وفي ثنايا هذه الأحاديث المتراكمة منذ فترة شروط (إسرائيلية) على حماس، ومنها إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ووقف حفر الأنفاق الهجومية. وفي ثنايا هذه الأحاديث أيضا دعوة لتجاوز محمود عباس، وحل مشاكل غزة الإنسانية بعيدًا عنه؟!

إنك إذا تأملت هذه الأحاديث المتواترة تجد أنها يصدق عليها قول القائل: "تسمع جعجعة ولا ترى طحنًا". أي إنها مجرد أحاديث، ورصف كلمات، دون رصيد عملي لها، ولا جداول زمنية لها، ولا تتوافر لها موازنات مالية حتى الآن؟! هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية تجد أن (إسرائيل) التي تحاصر غزة، والتي هي المسئولة عن أزماتها، هي التي تتحدث عن حلول إنسانية لغزة، ولو كان الأمر جادًّا ويستهدف إنقاذ غزة، لبادرت (إسرائيل) برفع الحصار، وزيادة حصة غزة من الكهرباء والمياه؟! وهذه أمور لا تحتاج إلى موازنات، ولا إلى دول مانحة.

إن قادة دولة الاحتلال يحاولون اللعب على حبال عباس وحماس بما يسيء إلى الطرفين، فهم يحاولون أن يستجلبوا ضغطا غزيا على حماس، بتهمة أنها متعنتة، ولا تتمتع بالمرونة، ولا تعبأ بالحلول الإنسانية المقترحة؟! وفي الوقت نفسه يضغطون على عباس من خلال حماس والبوابة الإنسانية لغزة، لكي يعود إلى المفاوضات، ويبدو أن رام الله قد ابتلعت الطعم حيث حذرت قيادات في فتح والسلطة حماس من التعاطي مع الحلول الإنسانية، وقالوا عنها إنها تمهد لصفقة القرن، وتمهد لفصل غزة عن الضفة؟! ومن ثمة امتلأت قِرب المتحدثين بالشك.

اعتقد أن (إسرائيل) وأميركا ما زالتا تناوران على الطرفين، فتح وحماس، من بوابة الحلول الإنسانية، دون جدية حقيقة في رفع الحصار، وحل أزمات غزة، وعينهما على الحلول السياسية، وتصفية القضية. المناورة ما زالت مستمرة، والأحاديث التي نسمعها عن الحلول ما زالت بلا رصيد؟! وبعيدة عن الواقع؟!