" هناك حاجة لإنجاز تسوية سياسية واقعية بشأن مدينة القدس، تفضي لتحديد وضعها النهائي، لأنها لا تخص ديانة دون سواها، أو شعبا دون آخر، أو دولة بعينها، بل قضية شعبين ودولتين؟!". هذا هو قول لملك المغرب، رئيس لجنة القدس. وكأنه قول لمراقب محايد مع كل الاحترام والتقدير؟! أو قول لبريطانيا؟!
قبل أشهر قال وزير خارجية البحرين مبررا قرار ترامب بشأن القدس: "السفارة الأميركية ليست في القدس الشرقية، وإنما في أرض لا يطالب بها الفلسطينيون؟!". وتغافل عن مغزى القرار وجوهره بضم القدس (لإسرائيل)؟!
وتتحدث وسائل الإعلام عن إشراك السعودية في رعاية المسجد الأقصى دينيا مع الأردن؟! وتذكر وسائل الإعلام أيضا: أن هناك تحذيرات سعودية إماراتية أردنية (لإسرائيل) من خطورة نفوذ تركيا في القدس؟! وأطماع أردوغان في رعاية المسجد الأقصى؟! وكأنها باتت حليفة لإسرائيل في مواجهة تركيا؟!
النظام العربي المتهافت بات أقصى ما يطمح إليه هو رعاية دينية للمسجد الأقصى تحت السيادة الإسرائيلية؟!. القدس عند النظام العربي المهزوم باتت مسألة صيانة المسجد، وتعيين خدمه، وفرش أرضه بالسجاد، وكفى الله المؤمنين القتال؟! القدس ودرتها المسجد الأقصى أكبر من ذلك أيها السادة. القدس قضية شعب واحد، هو الشعب الفلسطيني، و اليهود محتلون وغاصبون. وهي قضية دولة وليست قضية دولتين؟! وقد كانت كذلك قبل النكبة وقبل الهزيمة، وستبقى خالصة للفلسطينيين والمسلمين رغم الهزيمة، إلى أن يرفعها الله، ويأتي بقوم يحبهم ويحبونه، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين.
التسوية الواقعية هي تلك التي تفضي إلى زوال الاحتلال، وعودة القدس عربية إسلامية حرة، بعز عزيز، أو بذل ذليل. إن تنازلات قادة الأنظمة العربية المجانية عن القدس باسم الواقعية السياسية هي تفريط بدين الإسلام، وتفريط بحقوق الشعوب، والشعب الفلسطيني على وجه الخصوص، والأصوب لهم هو الصمت والسكوت لضعفهم، لأن كلمة الكفر تشعل النار والغضب في نفوس المؤمنين الذين يغارون على القدس والأقصى. إن خوف الشعوب من حكامها لن يدوم إلى الأبد، لا سيما أمام القدس والأقصى، فأعمار المستبدين قصيرة وإن طالت، وأعمار الشعوب مديدة وإن خافت سجون الحاكم فترة.