فلسطين أون لاين

(7) مليون شيقل مصروفات الأندية في الموسم

الساحرة المستديرة .. لقمة عيش تزدهر في غزة

...
صورة أرشيفية
غزة- علاء شمالي



هل تعلم أن كرة القدم في غزة أصبحت مهنة وليس هواية وبات اللعب سبيلاً لعيش آلاف العائلات ؟!.

كيف تخطت موازنة أحد الأندية مبلغ (120) ألف دولار في الموسم؟!.

لماذا استحوذت كرة القدم على عقول الآلاف من الجماهير؟! وهل تعلم أن نصف أندية غزة تحصل على رعاية ومنحة بنسبة 30% فقط من مصروفاتها؟!.

ورغم تلك الأسئلة إلا أن واقع ممارسة كرة القدم في قطاع غزة بديلاً يراوح مكانه بين الهواية والمهنة، وما بين هذه وتلك لا زالت مقومات تطبيق الاحتراف بمعناه الجزئي أو الكلي بعيدة عن جعلها رياضة حقيقية تستحق الاهتمام والمتابعة.

وانتكست كرة القدم في غزة بعد ازدهارها عند وصول السلطة الوطنية في العام 1994 إبان انتفاضة الأقصى إذ أقدم الاحتلال على تضييق الخناق على الرياضيين الفلسطينيين بالقتل والاعتقال وقصف الملاعب والمنشآت الرياضية ومحاربة تطور كرة القدم الفلسطينية.

فمنذ ستة أعوام عادت الروح للساحرة المستديرة وانطلق الدوري السادس توالياً وبدأت كرة القدم باستعادة عافيتها رغم كل المعيقات والصعوبات التي تواجهها والمتمثلة في هشاشة البنية التحتية وملاعب كرة القدم.

في كل موسم يزايد عداد اللاعبين والمدربين والحكام الذين يستفيدون مادياً من كرة القدم ما يعني زيادة الأعباء المالية على الأندية خاصة أندية الممتازة في ظل الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي تعاني منها بشكل دائم.

إعداد التقرير بهذا الشكل يعطي دلائل كبيرة على أهمية استمرار كرة القدم في غزة نظراً لاعتماد الآلاف منهم عليها كمصدر رزق أساسي وعدم التفكير مطلقاً بتوقيف عجلة الرياضة رغم كل المعيقات.

وأظهرت الإحصائيات الرقمية أن أندية قطاع غزة البالغ عددها (56) نادياً تصرف (7) مليون شيكل موزعة على أشهر الموسم في الدرجات المختلفة بمبلغ تقريبي مليون شيكل شهرياً يستفيد منها (2076 مواطن) فيما يلعب (140) لاعب كرة القدم في (12) نادياً دون أي مقابل شهري منتظم.

وبعد أن أصبحت ممارسة الرياضة وكرة القدم في غزة مصدراً أساسياً لبناء المستقبل أو إعالة عائلة، لا يمكن لأحد أن يفكر يوماً بإعدام الرياضة وتوقفها لأي سبب كان كون آلاف الأشخاص يعتبرونها مصيراً مهماً لهم في الحياة والبعض الآخر يتخذها عوناً له في الحياة.

وإذا ما افترضنا أن عدد المستفيدين في كل الأندية تجاوز الألفي شخص فإن ما نسبته (40%) متزوجون ولديهم أسر وعائلات بمتوسط ـ(3) أفراد في كل عائلة وعليه سيتجاوز عدد المستفيدين ما يقارب (3600) شخص.

أندية الممتازة

كما تستحوذ كرة القدم على صدارة المشهد الرياضي في غزة، حيث تمتلك أندية الدرجة الممتازة الرصيد الأكبر من أضواء المتابعة والشهرة في كل المجالات حتى على صعيد صفقات اللاعبين والمبالغ المالية الطائلة التي تصرفها الأندية كرواتب للاعبيها خلال المواسم.

وتصرف أندية الممتازة خلال الموسم الكروي الذي يستمر لمدة (8) أشهر ما يقارب (3617000 شيكل) ثلاثة ملايين وستمائة وسبعة عشر ألف شيكل ما يعادل (952 ألف دولار)، بينما بلغت قيمة الفاتورة الشهرية للرواتب (452200 شيكل) ما يقارب (119 ألف دولار)

وتوزع أندية الممتازة الرواتب الشهرية على ما يقارب (587) لاعباً لألعاب كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد وتنس الطاولة وألعاب أخرى ومدربين.

وتستفيد أندية الممتازة من منحة رعاية شركة "الوطنية موبايل" حيث يوزع اتحاد الكرة مبلغ (15) ألف دولار إضافة لمنحة الرئيس محمود عباس البالغة (25) ألف دولار.

أندية الدرجة الأولى

وبلغت قيمة مصروفات الرواتب لأندية الدرجة الأولى خلال الموسم الممتد لـ(8) أشهر ما يقارب (2432000 شيكل) مليونين وأربعمائة واثنين وثلاثين ألف شيكل أي ما يعادل (640 ألف دولار).

وبشكل شهري تبلغ قيمة رواتب أندية الدرجة الأولى ما يقارب (304000 شيكل) أي ما يعادل (80 ألف دولار) تقريباً موزعة على (583) لاعباً ومدرباً في كل الألعاب أهمها كرة القدم.

وتعتمد أندية الدرجة الأولى بشكل كبير على منحة الرئيس عباس التي تستفيد فيها الأندية من مبلغ (15) ألف دولار في الموسم.

أندية الدرجة الثانية

ورغم أن موسم الدرجة الثانية لا يتعدى الأشهر الخمسة إلا أن مصروفاتها خلال الموسم تبدو عالية بعدما تخطت المصروفات الموسمية في فرع غزة والشمال مبلغ (551000 شيكل) ما يعادل (145 ألف دولار).

وبلغت قيمة المصروفات والرواتب الشهرية لأندية فرع غزة والشمال السبعة (110200 شيكل) ما يعادل (29) ألف دولار موزعين على (313) لاعباً ومستفيداً مقسمين على (6) أندية فقط باستثناء نادي الرضوان الذي لا يصرف أي راتب شهري لأي من لاعبيه بشكل منتظم.

وفي فرع الوسطى والجنوب بلغت المصروفات خلال الموسم الممتد لخمسة أشهر ما يقارب (370500 شيكل) أي ما يعادل (97 ألف دولار).

فيما بلغت قيمة فاتورة الرواتب الشهرية في "الوسطى والجنوب" ما يقارب (74100 شيكل) ما يعادل (19) ألف دولار تقريباً، موزعين على (268) لاعباً ومستفيداً ومقسمين على (7) أندية باستثناء ناديي شباب معن وجماعي رفح.

أندية الدرجة الثالثة

وعلى مستوى الدرجة الثالثة التي يمتد موسمها لـ(3) أشهر فقط وتضم (8) أندية في كل فرع منها بلغت قيمة مصروفات الموسم الواحد في فرع غزة والشمال (148200 شيكل) أي ما يعادل (39) ألف دولار.

وبلغت قيمة الفاتورة الشهرية لأندية غزة والشمال (49400 شيكل) بمعدل (13) ألف دولار موزعة على (108) لاعبين ومستفيدين مقسمين على (5) أندية من أصل (8)، باستثناء أندية حطين واليرموك والتعاون التي تقتصر مصروفاتها على صرف بدل مواصلات للاعبي الفريق حسب عدد التدريبات الشهرية.

وفي فرع الوسطى والجنوب بلغت قيمة مصروفات الموسم خلال (3) أشهر ما يقارب (38760 شيكل) ما يعادل (10) آلاف دولار.

وبلغت قيمة الفاتورة الشهرية لأندية الوسطى والجنوب (12920 شيكل) بمعدل (3400) دولار موزعة (43) لاعباً ومستفيداً فقط مقسمين على ناديين فقط من أصل (8)، بينما تقتصر أندية أهلي البريج والزوايدة والرباط والشوكة وشباب المغازي والشافعي على صرف بدل مواصلات للاعبي فرقها حسب عدد التدريبات الشهرية خلال فترة الموسم الكروي فقط.

منظومة اتحاد كرة القدم

ولا تقتصر الاستفادة من كرة القدم على اللاعبين والمدربين بل يتعدى ذلك منظومة اتحاد كرة القدم من موظفين وإداريين وأعضاء لجان وحكام إذ يستفيد ما يقارب (109) شخص من رواتب ومكافآت منتظمة بشكل شهري.

وتبلغ قيمة الفاتورة الشهرية للرواتب في اتحاد كرة القدم (12) ألف دولار شهرياً دون نسيان المستفيدين من بيع تذاكر المباريات وتخطيط الملاعب وغيرهم الكثير.

الإعلام الرياضي

ورغم الأعداد الكبيرة من الصحفيين الرياضيين الذين لا يتقاضون أي مكافأة مادية مقابل عملهم الصحفي إلا أن هناك ما يقارب من (65) صحفياً رياضياً يتقاضون رواتب شهرية منتظمة من مؤسسات مختلفة.

ومن المؤكد أن يكون مبلغ الرواتب التقريبي لهذا العدد من الصحفيين الرياضيين (74100) أي ما يعادل (20) ألف دولار شهرياً.

ورغم العدد الكبير من عائلات وأسر اللاعبين والمدربين والإداريين التي تستفيد من الرياضة في غزة وكرة القدم بالذات إلا أن هناك الكثير من الفئات والشرائح الأخرى التي تستفيد بشكل دائم ومتقطع من كرة القدم في مجالات مختلفة، حيث يتخذ عشرات الباعة المتجولين ملاعب كرة القدم مكاناً لكسب الرزق وبيع المنتجات لآلاف المشجعين الذين يتابعون المباريات من على مدرجات الملاعب، علاوة على بائعي تذاكر دخول المباريات في ملاعب المحافظات الخمسة.