قائمة الموقع

​الأجهزة الذكيّة مخاطر منوّعة

2018-06-29T19:21:16+03:00

لا يتوقف تطور العالم على صعيد الاكتشافات العلمية والتكنولوجية فقط، بل إنه دخل إلى العادات السلوكية للأفراد خارج منازلهم وداخلها أيضًا، ومن ملامح هذا التغيير السلوكي الذي نتج عن التطور التكنولوجي استخدام الأطفال في سنّ مبكرة للهواتف الذكية واللوحية، والتي تعدّ سيفًا ذا حدّين، ولكن مضارّها أعمّ وأشمل، وهو ما يوضحه لنا الأخصائي الاجتماعي والنفسي يحيى العوضي.

حتى ست سنوات

أوضح الاختصاصي العوضي أن عمر الطفل من سنتين وحتى ست سنوات، يشكل مرحلة حساسة وخطيرة جدًا من عمر الطفل، يستقبل خلالها الطفل معظم سلوكياته المستقبلية، ما يجعلها تشكل ملامح شخصيته في المستقبل.

وأكد العوضي أن للأجهزة الذكية واللوحية مضارَّ صحية ونفسية بل واجتماعية على الطفل، وفصل كل مضارّ من هذه البنود على حدة، ما يوضح حجم الخطر الذي يحدق بالأطفال بسبب هذه الأجهزة.

فعلي صعيد المخاطر الصحية، يؤكد العوضي أن استخدام الطفل لهذه الأجهزة لفترات طويلة يؤدي إلى إضعاف البصر عند الطفل، وزغللة في العينين، وذلك بسبب الموجات الكهرومغناطيسية التي تخرج منها.

كما أكد أنها تؤثر في النية العقلية للطفل وتسبب له اضطرابات بسبب تركيزه على استخدام وسيلة واحدة وهي الجهاز اللوحي مثلًا دون إدراكه لطبيعة الحياة من حوله خاصة على صعيد الألعاب المجسمة والقصص المصورة التي تنمي حواسه الجسمية ومداركه العقلية.

وبين العوضي كيف يؤثر استخدام هذه الأجهزة لفترات طويلة على الطفل من حيث إنها تؤدي إلى إصابته بالخمول وقلة الحركة وضعف الشهية لأن شهيته تكون مشبعة مما يراه، وبالتالي إصابة الطفل بالهزال.

أما من الناحية النفسية، فيوضح الأخصائي العوضي أن استخدام الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية يؤدي إلى تسببها في إصابة الطفل باضطراب في النوم، كأن يحلم بكوابيس مرعبة بسبب ما يشاهده.

كل ممنوع

وأفاد بأن هذه الأجهزة تخلق لدى الطفل شعورًا عامًّا بالوحدة، وتعطيه مؤشرات بعدم وجود أي نوع من العاطفة مع الأم والأسرة بشكل عام، وهذا يخلق جوًّا من العزلة حوله، منبهًا إلى أنها تخلق أيضًا عند الطفل نوعًا من العناد والعنف والعصبية إضافة إلى التصرف الوحدوي تجاه الجهاز حيث يعتقد أنه ملك له وحده.

أما على الصعيد الاجتماعي فيؤكد الاخصائي العوضي أن استخدام هذه الأجهزة يؤدي إلى إضعاف العلاقات الاجتماعية وقدرة الطفل على التواصل مع المجتمع المحيط سواء على صعيد الأسرة ذاتها أو على صعيد المجتمع ككل.

وقال: "فيتخذ من الجهاز اللوحي رفيقًا بدلًا من المشاركة في الألعاب والأنشطة والزيارات الاجتماعية، وهذا يخلق عند الطفل سلوكًا عدوانيًّا أكثر"، منبهًا الأهل إلى ضرورة الانتباه لأطفالهم وعدم منعهم المطلق لاستخدام هذه الأجهزة على قاعدة أن كل ممنوع مرغوب، وأن كل ممنوع مرغوب سيخلق شرخًا في العلاقة بين الطفل والمربي سواء كانت الأم أو كان الأب نفسه.

اخبار ذات صلة