شارك العشرات من الفلسطينيين في قطاع غزة، اليوم الإثنين، في وقفة احتجاجية، رفضاً لتقليص خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، بالتزامن مع المؤتمر الدولي الذي تعقده الوكالة في نيويورك.
ورفع المشاركون في الوقفة، التي نظّمتها اللجنة المشتركة للاجئين الفلسطينيين، أمام مقر "أونروا" بمدينة غزة، لافتات كُتب عليها "حقوق اللاجئين خط أحمر"، و"لا لتقليص الخدمات المُمنهج يا إدارة الوكالة".
وتضم اللجنة "القوى الوطنية والإسلامية، واللجان الشعبية للاجئين، واتحاد الموظفين العرب في وكالة الغوث، والمجلس المركزي الأعلى لأولياء أمور الطلبة بغزة".
وقال محمود خلف، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، في كلمة نيابة عن الفصائل المشاركة في الوقفة، "نطالب المؤتمر المقرر انعقاده اليوم في نيويورك، بوضع الآليات اللازمة لتسديد العجز بموازنة الأونروا، وذلك من خلال الدول المتعهدة والأمم المتحدة".
وشدد على " تمسك الفلسطينيين بالأونروا، واستمرار عملها لإغاثة وتشغيل اللاجئين، والمحافظة على حق العودة من الضياع".
وحذّر "خلف"، من "المساس بخدمات الوكالة أول اللجوء لتقليصها، لاستغلال الأزمة المالية للتغول على حقوق ومكتسبات اللاجئين".
وأضاف: "لا يجوز أن يتحمل اللاجئ ظلم اللجوء، وظلم العبء المالي للأونروا، فهذه مسؤولية الأمم المتحدة وليس مسؤولية اللاجئ الفلسطيني".
وبيّن أن الإدارة الأمريكية تُقدم "على تجفيف موارد الأونروا، عن طريق تصفيتها وإنهاء عملها وتحويل الموازنات التي تصل للوكالة لحكومات الدول المضيفة لتتولى الإنفاق على الخدمات التي تقدمها الوكالة لمخيمات اللاجئين".
واعتبر خلف، ذلك "خطوة في طريق إنهاء عمل الأونروا، وتنحية ملف اللاجئين من جدول أعمال أي مفاوضات قادمة للسلام في المنطقة".
وحذّر من "محاولات تصفية قضية اللاجئين واستبدالها بمشاريع إنسانية".
بدوره، قال أمير المسحال، رئيس اتحاد الموظفين في "الأونروا"، خلال الوقفة، "تقليص خدمات الوكالة ومحاولة إضعافها أو إغلاقها، نذير بكارثة إنسانية تهدد الملايين من الفلسطينيين".
وأضاف: "أونروا، المزوّد الوحيد للاجئين الفلسطينيين، في كافة أماكن تواجدهم، خاصة بقطاع غزة".
وذكر المسحال، أن نحو مليون لاجئ فلسطيني بغزة يعتمدون في حياتهم على الطرود الغذائية التي تقدّمها "أونروا" مرة كل ثلاثة شهور.
وأشار إلى أن تلك المعاناة "يجب أن تضع المجتمع الدولي، والمؤتمر المنعقد في نيويورك، أمام مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية".
وقال المسحال، إن المساس بخدمات "الأونروا" أو بموازنة الوكالة "قد يهدد حق العودة، الذي يتمسّك به جميع اللاجئين الفلسطينيين".
وقبيل بدء الوقفة، اجتمع وفد من اللجنة مع "ماتياس شمالي"، مدير عمليات الوكالة بغزة، حيث أبلغهم أن حوالي ألف موظف في برنامج "الطوارئ"، لن يكون لهم مكان في وكالة الغوث، وفق اللجنة.
وبرنامج الطوارئ، بحسب الأونروا، يُعنى بـ"الأمن الغذائي، وحماية حقوق اللاجئين والمحافظة عليها".
ومنذ أكثر من 4 شهور، أوقفت "الأونروا" عقود العمل المؤقتة الخاصة بعشرات المهندسين، بحسب اللجنة.
وفي حوار سابق، قال ماتياس شمالي، أن التمويل المالي المتوفر للوكالة، يكفي لتقديم خدماتها حتّى يوليو/ تموز المقبل.
وتعقد "الأونروا"، اليوم، مؤتمرا دوليا في نيويورك، لحشد مساهمات إضافية من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وتعاني الوكالة الأممية من أزمة مالية خانقة جراء تجميد واشنطن 65 مليون دولار من أصل مساعدتها البالغة 125 مليون دولار.
وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: الأردن، سوريا، لبنان، الضفة الغربية وقطاع غزة.
وحتى نهاية 2014، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في المناطق الخمس نحو 5.9 ملايين لاجئ، حسب الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء (حكومي).