"القيادة الفلسطينية ضعيفة". هذا ما قاله نبيل عمرو عضو المجلس الوطني. عباس في نظر نبيل يمثل قيادة ضعيفة، لأنه حين رفض صفقة القرن، رفض اللقاء مع المبعوثين الأميركيين ولم يقدم خطة واضحة لمواجهة صفقة القرن، وتوقف عند الرفض.
قد يكون هذا الموقف تقييما موضوعيا من شخص كان يوما مقربا من رئيس السلطة، وقد يكون الموقف مسكونا باعتبارات شخصية من شخص يقاسي التهميش. إنه وبغض النظر عن مسببات هذا الوصف، فإن قيادة السلطة تمثل حالة من الضعف، بل حالة من الفشل الفلسطيني، وحالة من التخبط وعدم التوازن.
حين تخلت قيادة السلطة والمنظمة عن عناصر القوة وألقت نفسها في أحضان الرعاية الأميركية دون حسابات وطنية دقيقة أضاعت القدس، وجنت على حق العودة، ورهنت نفسها للقرار الأميركي، وحين جاء القرار الأميركي في عهد ترامب متخليا عن حل الدولتين، ومصادرا للقدس، ورافضا لحق العودة، لم تجد قيادة السلطة والمنظمة في جعبتها سلاحا تقاوم به التغول الأميركي، ولم تجد لنفسها ملجأ بديلا.
نعم ، نحن نلوم أميركا والمجتمع الدولي، اللذين لم ينتصرا للمبادئ، ولحقوق الشعب الفلسطيني، ولكن على السلطة وقيادة المنظمة أن تلوما نفسيهما على تفريطهما بعناصر القوة الكامنة في الشعب، والتي تمثلها المقاومة، والإجماع الوطني على الثوابت. القيادة الضعيفة، والقيادة الفاشلة، صنوان. وحين يقوم النظام السياسي على قاعدة الولاء ، لا الانتخاب الحرّ، فإن الموالين للحاكم الفرد لا يقدمون إضافة نوعية، ولا يعدلون مسارا منحرفا، وليست لهم مكنة لتقديم خطة بديلة لمواجهة صفقة القرن.
القيادة الضعيفة والفاشلة هي التي تعاقب غزة لتشبع غرورها، وتظهر بمظهر القيادة القوية، وصدق من قال : أسد عليّ وفي الحروب نعامة...، إن الضعفاء هم من لا يستمعون لمظاهرات الشعب في رام الله وغيرها وهي تطالب برفع العقوبات عن غزة. القيادة الفاشلة هي من تقتل الأمل عند الشعب؟! القيادة الفاشلة والضعيفة هي من تعمل على إفقار سكان غزة، لأن غزة تمردت على التنسيق الأمني، وحررت نفسها من لقمة الذل والمهانة.