مع انتهاء اختبارات الثانوية العامة، يدخل الطالب في متاهة البحث عن التخصص الجامعي المناسب له، والجامعة التي يمكن أن توفر له أفضل فرص الدراسة والتدريب والحصول على المعلومة، حتى إن كان قد فكّر بذلك مسبقًا، فهو بحاجة الآن لإعادة التفكير لاتخاذ القرار النهائي.
معايير متعددة
قال مدرب التنمية البشرية الدكتور مؤمن عبد الواحد: "من المهم أن يعرف الطالب أن هناك العديد من المعايير التي يجب أن يضعها في الحسبان عندما يرغب بالدراسة في الجامعة، وأن درجاته ليست المعيار الوحيد".
وأضاف لـ"فلسطين": "المعدل الذي حققه الطالب في الثانوية العامة ليس المعيار الأوحد لاختيار تخصص الجامعة، ذلك لأن الطالب يملك مهارات حياتية مختلفة، وتكون لازمة لاختيار التخصص الجامعي".
وتابع: "الجامعات في قطاع غزة اليوم متعددة ومتنوعة، ومستويات القبول متفاوتة فيها، وبناء على ذلك يجب ألا يجعل الطالب نفسه أسيرًا لمعدّله"، مشيرا إلى أن "الطالب قد يحصل على أعلى من المتوقع، وفي ظل تخفيضات نسب القبول للتخصصات في الجامعات يتمكن من الالتحاق بتخصص صعب لا يستطيع دراسته، وبالتالي يقع فريسة للمعدل العالي وللتنسيق المنخفض للتخصص".
عن المعايير الأخرى، أوضح: "على الطالب الاهتمام بمعيار الرغبة، وأين يرى نفسه بعد السنوات التي سيقضيها في دراسة التخصص الذي اختاره، وثمة معيار آخر هو القدرات والمهارات المختلفة التي يتمتع بها".
ونصح الطلبة بالبحث عن قدراتهم ومهاراتهم، ومن ثم تطويرها، وخاصة مهارات الاتصال والتواصل والقدرة على الكتابة والاهتمام بالشكل والمظهر العام، فهي كفيلة بأن تسهم في وضعه على الطريق الصحيح سواء في الدراسة أو الحصول على عمل بعد ذلك.
وأوضح: "من المهم أن يبحث الطالب عن تخصص يعطي مساحة للعمل في قطاعات مختلفة، الحكومي أو الخاص أو الحر، كما يجب البحث عن التخصصات ذات المساحات الأوسع والمتنوعة والمتعددة".
وقال عبد الواحد، مخاطبا خريجي الثانوية: "لا تقبلوا أن تكونوا إضافة رقمية في طابور الخريجين، إنما احرصوا كل الحرص على أن تكونوا إضافة نوعية، وأدركوا أن كثيرا من التخصصات لا داعي لدراستها".
وأكد على أهمية ألا تضغط الأسرة على الطالب في اختيار تخصص جامعي بناء على الوضع الاجتماعي أو الغيرة الأسرية، لأن التحاق الطالب بتخصص لا يلبي طموحاته هو بمثابة تدمير له.