وصل إلى المنطقة صهر الرئيس الأمريكي جارد كوشنير المسمى كبير مستشاري ترامب يحمل حقيبة الأعمال لوالد زوجته، ويقدم مقترحات للقيام باستثمارات في المنطقة, يقول إنها لصالح الفلسطينيين والإسرائيليين وستمتد إلى الأردنيين والمصريين، الذي التقى بهم خلال الأيام الماضية إلى جانب مسؤولين خليجيين، ضمن ما تعرف بصفقة القرن.
المحاولة الجديدة من الإدارة الأمريكية في المنطقة لتمرير الصفقة تحت التهديد والوعيد وقليل من المغريات, تسير الإدارة الأمريكية في طرح الصفقة في المنطقة، التي بدت معالمها من أحاديث كوشنير وما نشر على لسان من قابلهم، تنصب على تذويب القضية الفلسطينية وتحويلها إلى معالجة إنسانية اقتصادية، تلبي الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية، وفي مقدمتها تحييد الفلسطينيين عن مقاومة الاحتلال وفي مقدمتها قطاع غزة.
ما تمخض عن لقاءات كوشنير في المنطقة أنها تقوم على إنهاء القضايا الوطنية الفلسطينية الأساسية، وتحويل القضية الفلسطينية إلى مجرد استثمارات اقتصادية برؤية أمريكية إسرائيلية، بمشاركة واستفادة من بعض الأطراف الإقليمية وتحديدًا مصر والأردن، بتمويل خليجي وفق الرؤية الأمريكية المتبعة تاريخًا بتمويل أي نشاط في المنطقة من خلال الدول العربية وتحديدًا البترولية.
أصبح من المسلم به مشاركة الدول العربية في تمرير صفقة القرن وإن بشكل غير معلن، والنقاش هو حول الفائدة المرجوة منها، والأدوار المطلوبة من بعضهم، بينما السلطة الفلسطينية تتمنع بينما تطبق جزءا منها مرتبطا بحصار قطاع غزة والتضييق عليه، وهو الركن الأصلب في مقاومة صفقة القرن، والذي ترك تأثيراً على طرحها، وتأجيل الإعلان عنها، في ظل مسيرات العودة المواجهات الأشرس منذ الحرب على غزة، في مواجهة الاحتلال.
المعلومات القادمة من واشطن تقوم بركنها الأساسي على استبعاد كل من يعارض صفقة القرن، ولا يوجد خيارات سوى الاحتواء أو الإقصاء، والمشار له هنا المقاومة في غزة، التي أصبحت عصية على الاحتواء المباشر أو غير المباشر.
في حين أي محاولة لإقصائها بالقوة يعني الذهاب لحرب من أجل فرض الأجندة الأمريكية وهو ايضًا غير مضمون النتائج، بواقع التجارب السابقة.
في كل الأحوال لا يملك كوشنير سوى جمع بضاعته الفاسدة والعودة بها لصهره ترامب فالخسارة مؤكدة.