تنافس الجريح رامي أبو القمبز (25 عامًا)، مع المشاركين في مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية، أمس، على التقدم لإطلاق بالونات تحمل صور شهداء المسيرة، تقديرًا لتضحياتهم، وتأكيدًا على استمرار هذه المسيرة.
وخلال مشاركته في جمعة "الوفاء لجرحى مسيرة العودة وكسر الحصار"، أمس شرق غزة، قال أبو القمبز لصحيفة "فلسطين"، بينما كان يحمل صورة أحد شهداء المسيرة: "سنتقدم في مسيراتنا حتى النهاية، حتى لو استشهدنا هناك غيرنا من أبناء شعبنا يقاومون".
أما الشاب محمود أبو شرخ الذي أصيب برصاصة في القدم في 14 مايو/ أيار الماضي، قال لصحيفة "فلسطين"، إن الفلسطينيين سائرون في الطريق الذي سار فيه الشهداء، مضيفًا: "جئنا لنثبت للعالم أننا مستمرون، وأن الجراح والآلام لن تثنينا عن المضي في طريق الجهاد والمقاومة، والمضي في مسيرة العودة".
وشدد على أن ما تعرف بـ"صفقة القرن" التي وصفها بـ"صفعة القرن"، لن تمر، رغم مساعي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتمريرها، قائلًا: "دماء الشهداء والجرحى ستوقفها، شاء من شاء وأبى من أبى".
وأكد تصميمه على العودة إلى مدينة المجدل التي طردت العصابات الصهيونية أجداده منها، موضحًا أن استخدام الاحتلال الإسرائيلي للعنف والرصاص الحي لن يثني الفلسطينيين عن الاستمرار في طريق تحرير فلسطين، وتحقيق عودة اللاجئين.
من جانبه، قال الجريح محمد صيام (24 عامًا)، إن الاحتلال الذي يحصن نفسه بأعتى وسائل التحصين، يخشى الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن نفسه بالحجر والمقلاع، وهو دليل على جبن الاحتلال.
وعن عودته للمشاركة في المسيرة مجددًا، أضاف لـ"فلسطين": "هذه أرضنا، إن لم ندافع عنها من سيدافع؟".
وكان صيام أصيب في 30 مارس/ آذار الماضي برصاصة متفجرة في قدمه اليسرى اخترقت اليمنى.
كما أكد الجريح عطا الله الفيومي (18 عامًا) أن الشعب الفلسطيني أطلق هذه المسيرات لتحقيق العودة إلى فلسطين.
وأدت إصابة الفيومي برصاصتين متفجرتين إلى بتر إحدى قدميه، وفق إفادته.
وفي مخيمات العودة ببلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب القطاع، واصل الجرحى مشاركتهم للتأكيد على حتمية أهدافهم بكسر الحصار والعودة.
وقال الشاب الجريح ناشد محارب، إن إصابته لم تمنعه يومًا من الوصول للمكان، وإن لديه إصرارًا كبيرًا في المشاركة بشكل دائم حتى تحقيق أهداف المسيرة المتمثلة بالعودة وكسر الحصار.
وأشار محارب لـ"فلسطين"، إلى أنه أصيب يوم 11 مايو/ أيار الماضي، وبعد أسبوع واحد فقط عاد إلى مخيم العودة وشارك المواطنين والشباب في نشاطاتهم من إشعال الإطارات والوقوف إلى جوار السياج الفاصل، رغم نصح الأطباء له مرارا بضرورة عدم التحرك كثيرًا حفاظا على سلامة قدمه.
وأكد أن استمرار الحصار على غزة باعث قوي للعودة مرات أخرى والمشاركة في المسيرة، مشددًا على أن الحصار سلب من الشباب حياتهم، وأضاع مستقبلهم، وجردهم من إمكانية الالتحاق بأي عمل كان.
ورأى الشاب هادي أبو لبدة والذي أصيب هو الآخر في أحداث مسيرة العودة، أن إطلاق اسم الوفاء للجرحى على مسيرة أمس، رسالة مقدرة، غير أنه دعا للعمل على ضرورة مساندة الجرحى وتوفير كل احتياجاتهم.
ولفت أبو لبدة لـ"فلسطين"، إلى أنه كجريح ومعظم من يراهم ممن أصيبوا في مخيم العودة بخان يونس، يعودون ويشاركون بفعالية في أنشطته، وهو ما يؤكد إيمانهم بالرسالة التي جاؤوا وأصيبوا من أجلها.
ونبه إلى أن الشباب انطلق من أجل غايات وأهداف وطنية أبرزها العودة للأرض المحتلة، وتحقيق حرية الشعب الفلسطيني بكسر الحصار المفروض عليه، وأنه لن يتنازل عن هذه المطالب لحظة.
وقال الشاب المصاب أحمد قديح إنه يقدم كل يوم جمعة لمخيم العودة، ولم يقف جهاز تثبيت العظام في قدمه حائلًا أمام ذلك، مشددًا على أنه لا يأبه بأي نتيجة من الممكن أن تحدث له مرة أخرى أثناء مشاركته في المخيم.
وأضاف قديح لـ"فلسطين"، أن المصابين والجرحى يرون في عودتهم للمشاركة في فعاليات وأنشطة مسيرة العودة، بأنه إكمال لرسالتهم، وهدفهم، وأن الشباب جميعهم لن يخرجوا من هذه المسيرات إلا بتحقيق كسر الحصار والعيش بحرية وكرامة كما يعيش الشباب في أقطار دول العالم.