تعهد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، حماس، د. خليل الحية، بإفشال أي مشروع يستهدف الحقوق الوطنية الفلسطينية، بالوحدة والمقاومة، مبينًا أن مسيرة العودة وكسر الحصار لون من ألوان مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، كما أكد أن محاولات استهداف سلاح المقاومة لن تفلح.
وقال الحية، لصحيفة "فلسطين" خلال مشاركته في جمعة "الوفاء للجرحى" شرق غزة، أمس: "الشعب الفلسطيني صاحب قضية عادلة ووقف على مدار 70 عامًا في وجه كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية ومشاريع التوطين، ونحن كشعب فلسطيني سنبقى السد المنيع والصخرة القوية والجبل الأشم أمام أي مشروع يستهدف حقوقنا الوطنية العادلة".
كلام الحية يأتي في وقت يجري فيه مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جيرارد كوشنير، ومبعوثه للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، لقاءات إقليمية، بينما يدور حديث إعلامي عن قرب إعلان ما تسمى "صفقة القرن" التي تعدها إدارة ترامب لتسوية القضية الفلسطينية.
وقال الحية: "لا يمكن أن نقبل بأي حال من الأحوال أي مشروع وأي فكرة تنتقص من عودة اللاجئين أو إقامة الدولة الفلسطينية أو رحيل الاحتلال، بالتالي ليقولوا ما يقولون، وليفعلوا ما يشاؤون، والتاريخ بيننا، وكما أفشلنا المشاريع السابقة، سنُفشِل هذه المشاريع بوحدتنا الوطنية ومقاومتنا الباسلة الراشدة بإذن المولى".
وأضاف أن مسيرات العودة التي انطلقت في 30 مارس/آذار الماضي تزامنا مع الذكرى الـ42 لأحداث يوم الأرض، لون من ألوان المواجهة للاحتلال وللمشاريع التي تطل على الشعب الفلسطيني بين الحين والآخر.
وبشأن الإجراءات العقابية التي تفرضها السلطة في رام الله على القطاع منذ مارس/ آذار 2017، وما إذا كانت تستهدف سلاح المقاومة، قال الحية: "سلاح المقاومة للأسف ليست المرحلة الأولى التي تستهدفه أطراف محلية وإقليمية ودولية، لكن مقاومة الشعوب للمحتلين هي دين في رقاب الشعوب وهي حركة الشعوب الطبيعية".
وتابع: "بالتالي هذه المقاومة تستهدفها السلطة، تستهدفها أطراف محلية إقليمية دولية، المقاومة الفلسطينية أكبر وأعظم، ومتجذرة في شعبنا وأرضنا ونحميها بدمائنا كما هي تحمينا من خلف ظهورنا، ولن يفلح هؤلاء في الوصول لا لسلاح المقاومة ولا لحقنا في مقاومة الاحتلال، فهذا حق مقدس وواجب علينا لن نتخلى عنه".
وأشاد الحية، بالحراك المنادي برفع العقوبات عن قطاع غزة في الضفة الغربية، قائلًا: "نحيي كل الأصوات التي تصرخ وتعلن تضامنها مع غزة المحاصَرة وهي تطالب برفع هذه الإجراءات الانتقامية والعقوبات على غزة".
ووجه التحية للجماهير والأصوات والشخصيات التي ترفع صوتها سواء كان ذلك في الضفة أو غزة أو الأراضي المحتلة سنة 1948 أو الشتات أو أي مكان من العالم، للمطالبة بإنهاء الإجراءات العقابية، مردفًا: "نقول لهم: أنتم تنتفضون وتساندوننا ونحن نرفع لكم كل آيات التقدير، وإن شاء المولى بجهودكم المتواصلة سينكسر الحصار وسيزول عن غزة".
في غضون ذلك، قال عضو المكتب السياسي لحماس فتحي حماد إن جرحى مسيرة العودة يقدمون نموذجا فريدا في التضحية والصمود.
وأكد حماد، ذلك خلال مشاركته في مسيرة العودة شرق قطاع غزة، استمرار المسيرات حتى العودة وكسر الحصار.
ودعا مؤسسات حقوق الإنسان إلى احتضان جرحى مسيرة العودة وكسر الحصار.
تعزيز المقاومة
من جانبه، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، إن حركته تدرك أن المؤامرات ومحاولات (إسرائيل) "وأزلامها" في المنطقة مستمرة من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وإرغام الفلسطينيين على القبول بمساعي ترامب وكوشنير ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
لكن البطش أضاف لصحيفة "فلسطين": "نؤكد أن هذا كله مرفوض، ونحن مستمرون بمقاومتنا المشروعة ومسيرات العودة وكسر الحصار".
وتابع: "لن نقبل لا بصفقة القرن ولا غيرها، ولن نقبل أي مشروع ينتقص من فلسطين، نحن في مرحلة صعود وطني ولا مجال ولا يمكن أن نقبل أبدًا أن نبحث في هذه القضايا"، مبينًا أن للولايات المتحدة أجندتها وهي جعل هذه المرحلة مرحلة الزمن الأمريكي، "لكننا نؤكد أنه زمن الشعوب والجماهير الفلسطينية".
وأكد البطش أن الشعب الفلسطيني سيبقى وفيا لدماء الجرحى، ولأهدافهم، وسيحمي المشروع الوطني.
ووصف مسيرة العودة بأنها أداة قوية بيد الشعب الفلسطيني لوقف كل محاولات تصفية القضية وكشف المطبعين والمهرولين ولكشف الذين يترنحون على هوامش المرحلة من أجل انتظار موقف (إسرائيل) أو قارب نجاة "صهيوني أمريكي".
وشدد القيادي في "الجهاد" على أن المقاومة حق للشعب الفلسطيني، وأنه لا مجال للبحث في قضايا مثل "سحب سلاح المقاومة"، قائلا: "بالعكس، نريد أن نعزز المقاومة في فلسطين لكي نحمي مشروعنا الوطني وأهدافنا ونعيد اللاجئين إلى وطنهم فلسطين".
وأوضح البطش، أن المدخل للمصالحة الوطنية هو تطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة في 2011، وإعادة بناء منظمة التحرير على تلك الأسس، وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني على أساس كفاحي حقيقي لا على أساس تسوية سياسية ولا اعتراف بـ(إسرائيل).
وأوضح البطش، أن المدخل للمصالحة الوطنية هو تطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة في 2011، وإعادة بناء منظمة التحرير على تلك الأسس، وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني على أساس كفاحي حقيقي لا على أساس تسوية سياسية ولا اعتراف بـ(إسرائيل).