فلسطين أون لاين

​جبل المُكَبِّر... نقطة انطلاق منفذو العمليات الكبيرة

...
الشهيد فادي القنبر منفذ عملية الدهس أمس (أ ف ب)
القدس المحتلة - الأناضول

سُمي حي جبل المُكَبِّر في مدينة القدس، بهذا الاسم بعد أن كبّر الخليفة عمر بن الخطاب من على سفحه، حينما أتى إلى المدينة المقدسة، لتسلم مفاتيحها من بطريركها صفرونيوس في العام الخامس عشر للهجرة.


وذاع صيت البلدة الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة القدس في السنوات الأخيرة، بعد أن انطلق منها فلسطينيون نفّذوا عمليات فدائية اعتبرت أنها الأكبر منذ اندلاع "انتفاضة القدس" بداية أكتوبر عام 2015.

فمنها انطلق أول منفذ عملية بجرافة، وكذلك أول منفذ لعملية بسيارة مملوكة لشركة إسرائيلية، وصولا إلى "فادي القنبر"، منفذ عملية الأمس الذي استخدم فيها "شاحنة" لدهس جنود إسرائيليين.

وكان فادي القنبر، البالغ من العمر 28 عاما، والأب لأربعة أطفال، قد هاجم أمس بشاحنة جنودا إسرائيليين في مستوطنة "أرمون هنتسيف" المقامة على أراضي جبل المُكَبِّر، ما أدى إلى مقتل 4 جنود وجرح 15 آخرين قبل استشهاده برصاص قوات الاحتلال المتواجدة في المكان.

وقرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، أمس، هدم منزل القنبر وعدم تسليم جثمانه لذويه، وحرمان أقاربه من الحصول على طلبات لم شمل للإقامة في القدس.

ويطل جبل المُكَبِّر على مدينة القدس القديمة والمسجد الأقصى، وغالبا ما يتوجه الفلسطينيون والسياح الأجانب لالتقاط الصور التذكارية مع هذه الخلفية.

وقال الباحث الفلسطيني ناجح بكيرات، إن الخليفة عمر بن الخطاب مرّ من الجبل، وأطل منه على القدس القديمة في العام الخامس عشر للهجرة عندما تسلم مفاتيح المدينة.

وأضاف بكيرات لوكالة "الأناضول" للأنباء:" ثبت في التاريخ أن سيدنا عمر وقف على الجبل، وعندما شاهد القدس القديمة فإنه كبّر (الله أكبر) ومنذ ذلك الحين سُمي الجبل باسم جبل المُكَبِّر، نسبة إلى التكبير".

وتابع بكيرات:" سار سيدنا عمر من هناك إلى القدس القديمة، وتسلم مفاتيحها من بطريركها صفرونيوس في مراسم رسمية".

وعلى بعد مسافة مئات الأمتار من موقع الهجوم، يقع "منزل الحكومة" الذي كان حتى العام 1948 مقرا لقائد الانتداب البريطاني في فلسطين.

وبدأ الانتداب البريطاني على فلسطين في العام 1922 واستمر حتى العام 1948 حينما تم الإعلان عن قيادة (إسرائيل).

ومنذ ذلك الحين، تحول المبنى الكبير إلى مقر هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة التي أنشأت في ذات العام، كأول عملية لحفظ السلام من جانب الأمم المتحدة.

وظل المراقبون العسكريون للهيئة في الشرق الأوسط لمراقبة عمليات وقف إطلاق النار واتفاقات الهدنة ومنع حدوث أي حوادث أو تصاعدها ومساعدة عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في المنطقة.

كما يستخدم مبعوث الأمين العام لعملية السلام في الشرق الأوسط، بعض غرف المبنى كمقر له.

وتشير تقديرات رسمية إسرائيلية إلى أن عدد السكان الفلسطينيين في جبل المكبر يصل إلى نحو 23 ألف نسمة.

وترصد وكالة "الأناضول" فيما يلي أبرز العمليات الفدائية التي نفذها فلسطينيون كانوا يقطنون في حي جبل المُكَبِّر:

-في 6 مارس/آذار 2008 هاجم علاء أبو دهيم، الناشط في حركة حماس، مدرسة "هراف"، الدينية في كريات موشيه في القدس الغربية بسلاح ناري ما أدى إلى مقتل 8 مستوطنين إسرائيليين وجرح 35 آخرين قبل استشهاده برصاص شرطة الاحتلال التي حاصرته في المدرسة.

-في 4 أغسطس/آب 2014 اتهمت شرطة الاحتلال محمد الجعابيص، بتعمد دهس مستوطنين إسرائيليين بجرافة كان يقودها على الخط الفاصل بين شطري مدينة القدس الشرقي والغربي، ما أدى إلى مقتل مستوطن وإصابة عدد آخر قبل مقتله في المكان برصاص الأمن الإسرائيلي.

-في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 هاجم الشابان، عُدي وجمال أبو جمل (أبناء عم) بمسدس وبلطات كنيس "هار نوف" في القدس الغربية ما أدى إلى مقتل 5 مستوطنين وإصابة 8 آخرين قبل استشهادهما برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في المكان.

-في 13 أكتوبر/تشرين أول 2015 هاجم بهاء عليان وبلال غانم، حافلة إسرائيلية بمسدس وسكين في مستوطنة "أرمون هنتسيف" ما أدى إلى مقتل 3 مستوطنين وإصابة عدد آخر فيما استشهد عليان برصاص قوات الاحتلال وتم اعتقال غانم.

-في 13 أكتوبر/تشرين أول 2015 هاجم علاء أبو جمل بسيارة مستوطنين في غربي مدينة القدس المحتلة ما أدى إلى مقتل مستوطن وإصابة 7 اخرين قبل استشهاده برصاص الاحتلال.

-في 8 يناير/كانون ثاني 2017 هاجم فادي القنبر بشاحنة جنودا إسرائيليين في مستوطنة "أرمون هنتسيف" ما أدى إلى مقتل 4 جنود وإصابة 15 آخرين قبل استشهاده.