فلسطين أون لاين

تحليل: قصف غزة يكشف عجز (إسرائيل) أمام مسيرة العودة

...
غزة/ يحيى اليعقوبي:

رأى مختصان في الشأن الإسرائيلي، أن قصف الاحتلال الإسرائيلي المتكرر لأهداف في قطاع غزة، يعكس عجزه في التصدي لمسيرات العودة السلمية، ويكشف تخبطه في التعامل مع غزة.

واستبعد المختصان في حديثين منفصلين مع صحيفة "فلسطين"، أن يشنّ جيش الاحتلال عدوانًا واسعًا على قطاع غزة، لأنه يعلم بأن الثمن سيكون باهظًا، ولا يمكن توقع نتائجه.

وكان وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال، جلعاد أردان، قال في تصريح أمس، إن "هناك فرصة كبيرة بأن نطلق عملية عسكرية من أجل خلق ردع طويل المدى في قطاع غزة".

وسبق ذلك تحذيرات أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وجاء فيها أن قطاع غزة المحاصر إسرائيلياً منذ 12 عاماً، بات على شفير حرب، في الوقت الذي أعرب فيه عن صدمته إزاء عدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين بالرصاص الحي الذي أطلقه جنود الاحتلال خلال التظاهرات شرقي قطاع غزة.

وشنت طائرات الاحتلال، خلال الأيام الماضية، سلسلة غارات على أهداف متفرقة في قطاع غزة، فيما ردت المقاومة الفلسطينية، بقصف مواقع عسكرية إسرائيلية في "غلاف غزة".

الاحتلال مأزوم

ورأى اللواء المتقاعد والخبير العسكري واصف عريقات، أن قيادة الاحتلال السياسية والعسكرية "مأزومة" وتعيش حالة إرباك، بسبب عدم تمكنها من معالجة حراك مسيرات العودة قرب السياج الفاصل شرق القطاع.

وأوضح عريقات لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يحاول إبعاد الأنظار عن أزماته من خلال تصعيد عسكري محدود ومقيد مسيطر عليه، "لكن المقاومة لم تترك له المجال وكانت ردة فعلها قوية وصادمة للاحتلال بإطلاق رشقات صاروخية تجاه المواقع العسكرية الإسرائيلية".

واستبعد الخبير العسكري، أن يشن جيش الاحتلال عدوان واسع على قطاع غزة في المنظور، قائلاً: "إن الاحتلال عاجز عن توسيع العدوان على غزة، لأنه يعرف أنه ليس بوسعه السيطرة على مجرياته، وأنه سيكون له ثمن باهظ من الصعب على القيادة الحالية الإسرائيلية تحمله".

وأضاف أن رد المقاومة على القصف الإسرائيلي أرسل رسالة واضحة أن العدوان سيكون مقابله ثمن غالٍ تحت معادلة "القصف بالقصف"، وهذا سبب أساس للإرباك الإسرائيلي الحاصل.

لا حرب

من جانبه، قال المختص في الشأن الإسرائيلي نظير مجلي، إنه لا يوجد قرار لدى حكومة الاحتلال في الدخول بحرب واسعة مع قطاع غزة في الوقت الحالي.

وأوضح مجلي لصحيفة "فلسطين"، أن المجتمع الإسرائيلي يطالب حكومته بالتواصل لصياغات تهدئة جديدة مع حركة حماس وعدم اللجوء لمزيد من القوة في التعامل مع غزة.

وأضاف أن حكومة الاحتلال متخبطة ولا تملك خطة جدية للتعامل مع قطاع غزة، وهي لا تملك الجرأة على دفع الثمن المطلوب لتهدئة الأوضاع، لذلك ستبقي الأمور مشتعلة بهذا الشكل دون تقديم حلول جذرية.

وأشار إلى أن استمرار الانقسام الفلسطيني يشجع الاحتلال على التصعيد، حيث إن هناك إمكانية للاستفراد بالقطاع في ظل انشغال العالم العربي، مبينًا أن هذا السيناريو تحاول قيادة جيش الاحتلال تغييره على أمل أن تخفف حكومة الاحتلال الضغط على غزة.