فلسطين أون لاين

هزائم رياضية

إذا سرّك أن ترى عالمًا مهزومًا في كل شيء فانظر إلى العالم العربي. وإذا لم يسرّك ذلك فانظر أيضا إلى العالم العربي. الواقع لا يكذب. النظام العربي الحاكم في البلاد العربية مهزوم في السياسة، ومهزوم في الاقتصاد، ومهزوم في الخدمات، ومهزوم حتى في الرياضة؟!

بالأمس احتشد مشجعو الرياضة وكرة القدم أمام التلفاز يشجعون المنتخب المصري في مواجهة المنتخب الروسي، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد هُزم فريق الفراعنة بثلاثة أهداف في مقابل هدف، ليكون المنتخب المصري أول منتخب عربي وعالمي يغادر المونديال مكسور الخاطر، خافض الجبين.
بقية الفرق العربية يبدو أنها تسير في الاتجاه نفسه الذي سار فيه المنتخب المصري، فقد هزمت السعودية أمام روسيا، وهزمت تونس أيضًا، رغم رهان الجماهير عليها. لماذا تكابد الفرق العربية الهزائم منذ عقود؟! الشامتون بها يربطون بين السياسة والرياضة، فهم يرون أن الله لن يوفق فريقا يخون النظام فيه الله ورسوله، وينشر الفساد في مفاصل الدولة، وفي كل القطاعات الخدمية والرياضية.
النظام العربي المهزوم سياسيا واقتصاديا أمام ( إسرائيل) لا يمكنه تحقيق انتصار رياضي، لا في كأس العالم في روسيا، ولا في غيرها، لأن النظام يُخضع الرياضة لنظام الولاء، لا الخبرة والاحتراف، ويتخذ منها أداة لإلهاء الشعوب، وحرف مسيرة الحرية فيها.
الرياضة كالسياسة تحتاج إلى أجواء من الحريات، وأجواء من العدالة، والتدريب والاحتراف، وهذه المطالب غير متوفرة في البلاد العربية، ومن ثمة كان من الطبيعي أن تكابد فرق العرب الرياضية الهزيمة تلو الأخرى أمام المنتخبات الأخرى. أصلحوا السياسة تصلح الرياضة بالتبعية. انشروا الحريات ترتقِ الرياضة العربية نحو العالمية.
لعنة الفشل الرياضي، هي جزء من لعنة الفشل العام الذي يسكن الأنظمة العربية، التي باتت لا تفرق بين العدو والصديق، حيث باتت تركيا مثلا عدوا عند العديد من الأنظمة العربية، وباتت (إسرائيل) دولة صديقة لا تمثل خطرا، لذا ها هي (إسرائيل) في البحرين، وفي جلّ العواصم العربية، تحت حجج مختلفة.