لماذا في سيناء؟! هذا أول سؤال يتبادر إلى الذهن حول الخطة الأميركية التي حملها كوشنير وغرينبلات إلى دول الخليج كما ذكرت الصحف العبرية. الخطة تزعم أن أميركا ستقوم ببناء مجموعة كبيرة من المشاريع الاقتصادية والخدمية لمساعدة السكان في غزة إنسانيًّا. الخطة تحتاج إلى مليار دولار ويجدر بدول الخليج الغنية توفير هذا المبلغ، لأنه في النهاية يخدم مصالحها، ويخدم الاستقرار الذي تبحث عنه.
السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان فلسطينيا يقول: إذا كانت المشاريع ذات أهداف إنسانية، وممولة من دول الخليج، وتستهدف غزة، فلماذا تقام في سيناء؟! لماذا لا تقام في غزة؟! هل ثمة أهداف سياسية ذات علاقة بتصفية القضية تحاول أميركا أن تمررها من خلال الشعارات الإنسانية، وإنقاذ غزة، ومنع اندلاع حرب جديدة؟!
غزة كبيئة ومنطقة جغرافية تستطيع أن تستوعب عشرات المشاريع الاقتصادية والخدمية، وهي لا تحتاج إلى سيناء، ولو كانت النوايا الأميركية صافية، ولو كانت الأهداف إنسانية واضحة، لما تمّ الربط بينها وبين سيناء، لا سيما إذا كانت هناك شكوك تتحدث عن توجهات أميركية إسرائيلية لحل المشكلة الفلسطينية في سيناء، وبمساعدة الدول العربية، والمال العربي.
سيناء في نظر الفلسطينيين لن تكون وطنًا بديلًا عن فلسطين حتى ولو ملأتها أميركا بالمشاريع الاقتصادية، وغزة لا تقبل الانفصال عن الضفة وعن فلسطين، حتى وإن جارت رام الله على غزة، ودفعت بها إلى حافة الفقر والبطالة.
في غزة ينظرون بريبة إلى الخطة الأميركية، ويرون أنها تستهدف التوطين من خلال الإجراءات الميدانية، وسياسة الأمر الواقع، وبوابات المال والاقتصاد، وفرص العمل. أميركا ودول عربية تبحث في مشاريع تريح (إسرائيل)، وتخفف مسئوليتها عن حياة السكان تحت الاحتلال. سيناء للمصريين، وفلسطين للفلسطينيين، وغزة لن تسمح باستغلال حالتها الإنسانية الصعبة لتمرير صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية. نعم للأعمال الإنسانية، ولا للسياسات المشبوهة، والأولى من كل ذلك هو رفع الحصار، وإزالة الاحتلال .