فلسطين أون لاين

​"التطبيع العربي" يطعن إنجازات حركة مقاطعة الاحتلال

...
رام الله / غزة - أحمد المصري


في وقت تحقق الحركة العالمية لمقاطعة (إسرائيل) وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها "BDS" زخمًا دوليًا متصاعدًا، لا تزال أبواب دول عربية مشرعة أمام وفود الكيان الإسرائيلي، غير آبهة بما تخلقه هذه السياسة من تأثير وفرض طوق نجاة للاحتلال.

آخر حلقات التطبيع أعلنت عنها مملكة البحرين إذ تعتزم استضافة وفد إسرائيلي رسمي في اجتماعات لجنة التراث العالمي التي تنظمها منظمة التربية والثقافة والعلوم (يونسكو) في المنامة في الفترة من 24 يونيو/حزيران الجاري وحتى الرابع من يوليو/تموز المقبل برعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

واعتبر منسق اللجنة الوطنية لمقاطعة الاحتلال فرع فلسطين "BDS" محمود نواجعة أن إبقاء بوابة التطبيع العربي مع الاحتلال مفتوحة، في ظل جرائم الأخير ونمو حركة الرفض والمقاطعة الدولية له بشكل كبير، يمثل "طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني".

وأوضح نواجعة لصحيفة "فلسطين" أن التركيز الإسرائيلي على التطبيع مع الدول العربية في الفترة الأخيرة يأتي تنفيذا لاستراتيجية حكومة الاحتلال بتخريب حركة المقاطعة من الداخل، وذلك باستخدام العرب والفلسطينيين أنفسهم من أجل تخريب نضال الشعب الفلسطيني وشَّل خطوات مناصريه دوليًّا.

وأشار إلى أن الاحتلال يدرك تماما مدى التأثير الذي ألحقته حركة المقاطعة في كيانه، إذ إن الفترة الأخيرة فقط قد تلقى خلالها "ضربات وصل صوت صراخه فيها العالم كله"، فيما يأتي فتح الأبواب أمام وفوده في الساحة العربية وإقامة العلاقات التطبيعية كطوق نجاة حقيقية له.

ونبه نواجعة إلى أن حكومة الاحتلال وفي ظل نمو وتأثير حركة المقاطعة فتحت النار سياسيًا" على دولٍ كالأرجنتين، وبلديات كبلدية برشلونة في إسبانيا، بسبب مقاطعتهم للعب داخل (إسرائيل).

ولفت إلى أن حركة المقاطعة تدرك جيدًا أن التطبيع ما بين بعض الدول العربية والإسلامية والاحتلال من التحديات الكبيرة التي تواجهها، غير أنها ستستمر في عملها وتوجهها دون أي تباطؤ أو توقف.

من جهته، رأى المحلل السياسي أحمد رفيق عوض أن الاحتلال يعتمد كليا على التطبيع العربي لمواجهة حركة المقاطعة لتشتيت الفكرة ونقضها، بما يبعث من رسائل أبرزها أن العرب الأولى بالقضية وأصحابها يطبعون ويقيمون العلاقات معي وغيرهم ينضم لمحور "المعاداة".

وقال عوض لصحيفة "فلسطين": إن التطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي مع الاحتلال، هو الأخطر على القضية الفلسطينية، والأخطر على حركة المقاطعة، إذ يمثل طعنة لكليهما، متسائلًا "هل انتهى الاحتلال وانتهت جرائمه لإقامة العلاقات التطبيعية معه؟".

وبين أن "BDS" أنجزت خطوات رائدة في الساحة الدولية والفلسطينية باتجاه مقاطعة الاحتلال، وعزل النظام الإسرائيلي الأكاديمي والثقافي وجعلت من المنتجات الإسرائيلية الاقتصادية محط شبهة، وهو ما جعل الاحتلال يضعها من أكبر "الأخطار الاستراتيجية" عليها.

ولفت إلى أن الواجب على الدول العربية مؤازرة حركة المقاطعة ومساندتها وعدم خذلناها بإقامة العلاقات التطبيعية مع الاحتلال.