فلسطين أون لاين

كيف أصوم أول مرة؟


يُمازحني والدي في بداية نشر هذه المقالات بالقول: "هل هذا هو أول رمضان تصومه؟"، وهذا السؤال الذي طرحه عليّ كثير من القراء عن سبب تسمية هذه السلسلة البسيطة من المقالات بهذا الاسم.

في الحقيقة أنني أردت من هذه المقالات أن أعالج نظرة الناس العامة والمفاهيم السائدة عن شهر رمضان التي يعتريها بعض الخلل في استيعاب مقاصد الصيام ومعانيه، وأرسخ في كل فكرة أطرحها فهمًا جديدًا لزاوية من زوايا الصيام كنا سابقًا نفهمها بشيء من القصور أو كان يعتريها بعض اللُبس، وبالتالي أشعر ونشعر حين التطبيق أننا نقوم بها لأول مرة في حياتنا.

في هذه المقالات ركزنا على أمرين مهمين: أولًا أن شهر رمضان هو شهر خلاص جماعي قبل أن يكون شهر خلاص فردي، فكما يجب أن نتحلل من الذنوب والمعاصي، وجب علينا أيضًا أن نتحلل من أنانيتنا ونساعد بعضنا في اغتنام هذا الشهر.. ثانيًا أن تعاملنا مع بعض العبادات في رمضان بإقبال شديد، قد يكون داءً لا دواءً، ويجعل همتنا وعزيمتنا تفترُ بعد انتهاء الشهر مباشرة، إن لم يكن قبل انتهائه أصلًا، فالعبادة الحقيقية هي التي تبقى معك لما بعد رمضان، وهي التي تنعكس على سلوكك المجتمعي.

ربما لم تطرق هذه المقالات كل ما من شأنه أن يفتح آفاق الصيام الحقيقية أمامنا، لكنها طرقت جدار الخزان، وأحدثت دويًا عند كل من قرأها بضرورة أن نعيد نظرتنا لمقاصد الصيام ومفاهيمه، وأن ننظر لهذه الفريضة بشكل أوسع وأرحب، وأن لا نحصر رؤيتنا فيما نسمعه مكرورًا كل سنة. فإن كان من توفيق فمن الله وحده، وإن كان من خطأ أو زلل فمن نفسي والشيطان.. شاكرًا لكم قراءتكم، وشاكرًا لصحيفة فلسطين إتاحة هذه الفرصة.. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والطاعات.