يبدو على السلطة الانزعاج الكبير من الحراك في الضفة الغربية، وقد حاولت أن تحتويه بطرق أمنية معروفة، عبر دس عناصر أمنية وبلطجية في المسيرات وإحداث فوضى، ورفع شعارات مؤيدة لرئيس السلطة محمود عباس، وتعليق يافطات تهاجم حماس والانقلاب على الرغم من أن حماس لا علاقة لها بالحراك، وغالبية المشاركين من الفئات المثقفة من المجتمع، ونشطاء معروفين.
رغم سياسة القمع من السلطة خرج المئات في هذه المسيرات وبدأت تتسع رقعتها نحو محافظات الضفة، مما دعا الرئاسة لاستصدار قرار يمنع تنظيم المظاهرات والتحركات الشعبية، تحت ذريعة مرور مناسبة العيد وعدم إحداث فوضى، وهذا يتعارض من البيانات الأولى لقيادات السلطة التي تحدثت عن ضمان حرية الرأي والتعبير والتجمعات السلمية، لكن تهاوت هذه الشعارات أمام استمرار هذه التحركات.
الحراك في الضفة في جزئه المعلن هو الاحتجاج على الإجراءات التعسفية العقابية التي اتخذتها السلطة ضد قطاع غزة، لكن في الحقيقة هو احتجاج على سياسة السلطة ضد كل ما هو فلسطيني في الضفة الغربية وتغييب الهوية الوطنية لصالح الاحتلال، والقيادات المتنفذة في السلطة التي تعتاش على التنسيق الأمني والاقتصادي، ومن صالحهم استمرار الإجراءات ضد غزة.
خرج هؤلاء ليصرخوا في وجه الوعود الكاذبة لرئيس السلطة بوقف العقوبات ضد غزة، والتي صدرت عنه في أكثر من مناسبة، اتضح لاحقًا أنها سراب مقابل تمرير انعقاد المجلس الوطني وانتخاب اللجنة التنفيذية، وهي سياسة اتبعها عباس لتمرير سياساته خلال فترة حكمه ولا زالت.
تنظر السلطة كما الاحتلال للحراك على أنه كابوس يمكن أن يقود نحو انفلات الأوضاع الأمنية واتساعه نحو مطالب جديدة تتعلق بالحريات ووقف الاعتقال السياسي ورفض الظروف الإقتصادية، والمطالبةبتغيير السلطة سياساتها في الضفة قطاع غزة، ورفع المطالب بوقف التنسيق الأمني.
من خرج يناصر غزة يحمل رسالة عزة وكرامة في وجه الظلم الذي يمارسه عباس المتمسك بالسلطة حتى أنفاسه الأخيرة، مدعومًا من الأجهزة الأمنية والاحتلال، وكذلك يحمل المتظاهرون رسائل واضحة بدعهم لمسيرات العودة التي يرون فيها حراكًا شعبيًا سلميًا ضد الاحتلال.
يشارك المتظاهرون في الضفة المتظاهرين في مسيرة العودة بغزة مطالبهم برفض الاحتلال ومقاومته ورفض إجراءات عباس العقابية، ووحدة المصير بشعارهم الذي رفع "قضية واحدة وشعب واحد"، وفي مضمونها ضد الاحتلال والسلطة التي تعاقب شعبها.