فلسطين أون لاين

الحمد الله يتوجع؟!

ما الذي أوجع الحمد الله وحكومته حتى هاجم حماس هجوما قاسيا في جلسة الحكومة يوم الثلاثاء 12 يونيو 2018م؟! لقد اعتاد الرأي العام الفلسطيني على هجوم عباس، وها هو يتعود على هجوم رامي الحمد الله، وكأن السياسة الفلسطينية لا تقوم ولا تصح ولا تحقق الأهداف الوطنية إلا بالهجوم على حماس؟! هجوم يوم الثلاثاء تجاوز المعتاد في الكذب والإسفاف، فلماذا؟! ونعتذر عن نقله هنا.

الجواب يا سادة يكمن في المظاهرات التي شهدتها رام الله والتي خرجت عن دائرة الصمت المعتاد لتطالب برفع العقوبات عن غزة، ورفع الحصار، وصرف الرواتب، وأشادت بدور غزة الوطني في مسيرات العودة الكبرى ورفع الحصار.

إن نجاح مسيرات العودة في تحقيق هدفين على الأقل : الأول هو هزّ الضمير العالمي، ودفعه لانتقاد ( إسرائيل) ومطالبتها برفع الحصار، وإرغام حكومة نتنياهو على دراسة سبل تخفيفه عن غزة. والثاني هو نجاح غزة في تحريك الضمير الوطني في رام الله والضفة، للخروج بمسيرات منددة بسياسة عباس والحمد الله وحكومتهما، حيث اتهمهما المتظاهرون بحصار غزة، وطالبوهما برفع حصارها، ودفع الرواتب.

إن نجاح غزة في تحقيق هذين الهدفين هو ما دفع رامي الحمد الله للأسف إلى شن هذا الهجوم الكاسح على حماس، في جلسة الحكومة يوم الثلاثاء.

إننا نقرأ هذا النجاح في قول الحمد الله : إن التركيز على رواتب غزة يبرئ (إسرائيل ) من مسئولية الحصار؟! وفي اتهامه لحماس بتضليل الرأي العام، وإعادة اتهامه لحماس بالموبقات السبع بدون دليل؟! وهو ما يمكن أن يرجع إليه من يحب في بيان الحكومة المنشور في المواقع الإخبارية. إن نجاح حماس في هذين الهدفين هو ما أزعج الحمد الله ودفعه لهذا الهجوم الفاشل؟!

لم يعد من المجدي تفنيد اتهامات الحمد الله وغيره ، فقد تبلدت القلوب، وسئم الناس من السخامات السياسية، ومن ثمة تسأل الناس عن النتيجة، وتقول ماذا بعد الهجوم على حماس؟! هل ستصرف الحكومة الرواتب كاملة وبانتظام كما تصرفها في الضفة؟! وهل إذا ركزت الأقلام هجومها على ( إسرائيل) وحدها، وحملتها وحدها مسئولية الحصار، هل ستصرف الحكومة رواتب الموظفين في غزة دون انتقاص أو سحت؟!

إن الهروب الحكومي من مواجهة مطالب المتظاهرين في رام الله، ومن مواجهة أعضاء المجلس الوطني المستقيلين منه بسبب رواتب غزة، بالهجوم على حماس، لا يجدي، ولا يفيد. لقد كسرت غزة شماعة الكذب والنفاق والمناكفات، وتريد، من الآخر أن يعامل الموظفون فيها كما يعامل الموظفون في الضفة، وأن يأخذ الناس حقوقهم في الحياة الكريمة بغض النظر عن مواقفهم السياسية.