فلسطين أون لاين

​أهالي الشهداء والجرحى يستقبلون العيد بجيوب خاوية

...
غزة - جمال غيث

منذ أربع سنوات ينتظر الجريح الأربعيني محمد السلك، أن تصرف مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى راتبه ومخصصه المالي كي يعتاش عليه هو وزوجته، ويستفيدا منه كما غيرهما من أهالي الشهداء والجرحى الفلسطينيين الذين قضوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي.

وفقد السلك، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة صيف عام 2014، أطفاله الثلاثة "أمنية، عبد الحليم، عبد العزيز" بالإضافة إلى شقيقه علاء ووالده عبد الكريم، وبترت رجله اليمني، جراء استهداف منزله الكائن في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وشن جيش الاحتلال عدوانًا موسعًا صيف عام 2014، امتد طيلة 51 يومًا، دمر خلاله البنية التحتية، وقتل وجرح آلاف المدنيين، وأتت صواريخه على كل شيء في القطاع المحاصر.

ويأتي عيد الفطر والمئات من أهالي الشهداء والجرحى، محرومون من الحصول على رواتبهم ومخصصاتهم المالية منذ نحو أربعة أعوام بسبب تجاهل رئيس السلطة محمود عباس لمعاناتهم، وعدم قدرتهم على توفير احتياجات أسرهم.

ولا زال صوت السلك ممتلئا بالحزن والأسى حين يذكر أطفاله، وعدم مقدرته على توفير احتياجات زوجته، بعد أن بترت رجله وأصبح غير قادر على العمل، قائلا: منذ أربعة أعوام لم أتقاضَ أي راتب يذكر ولا تزال الحكومة تتنصل من التزاماتها لصرف راتب أهالي شهداء وجرحى القطاع.

ولم يتوانَ السلك، في المشاركة بالاعتصام أمام مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء، في محاولة منه لإيصال رسالة لكافة المعنيين بضرورة إنهاء معاناتهم والاستجابة لمطالبة وصرف رواتبهم ومخصصاتهم المالية، مؤكدا أن عددًا من أهالي الشهداء والجرحى أقدموا في أوقات سابقة على سكب مادة البنزين على أنفسهم بعد أن ضاقت بهم الحياة لعدم قدرتهم على تلبية احتياجات أسرهم.

أوضاع مأساوية

وحاولت هدى ياسين، من سكان حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، جاهدة توفير احتياجات أطفالها الستة من ملابس وألعاب العيد لكنها فشلت في نهاية المطاف في توفيرها ما اضطرها للجلوس في المنزل إلى جانبهم ومواساتهم.

وتقول أرملة الشهيد هاني ياسين، بحزن: "ألا يكفي فقداننا أزواجنا حتى رواتبنا لم يتم صرفها منذ أربع سنوات لسد جزء من رمق أطفالي واشعارهم بفرحة العيد بعد استشهاد والدهم".

وتشير إلى أن مظاهر الفرح والاحتفال بعيد الفطر تختفى من منزلها، معبرةً عن آمالها بأن يستجيب رئيس السلطة لنداءات أرامل وأهالي الشهداء ويتم صرف رواتبهم ومساواتهم أسوة بغيرهم من الأهالي.

وترك ياسين، لأرملته 6من الأبناء والبنات، يقطنون مع والدتهم في بيت العائلة الكائن في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، يعانون من تدهور أوضاعهم المالية بعد وفاة معيلهم الأول، وعدم مقدرتهم على توفير احتياجاتهم.

حق شرعي

واختفت أجواء الاستعداد لاستقبال عيد الفطر بشكل كامل عند عائلة أبو كلوب، لاسيما بعد استشهاد معيلهم الأول رفيق كلوب وعدم مقدرة أسرته توفير ملابس العيد أو الاحتفاء بمظاهره.

وتقول نورة أبو كلوب أرملة الشهيد رفيق، من سكان بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة، إنها تضطر في بعض الأوقات لبيع كيس الطحين الذي يصلها كمساعدة من المؤسسات المعنية لتوفير جزء من احتياجات أسرتها وكي تدخل الفرحة في نفوسهم رغم حاجتها الماسة له.

وقالت: "إن استشهاد زوجي أفقدنا معيل الأسرة وبات أطفالي دون مصدر دخل، ما دفع نجلي محمود للتوقف عن الدراسة لتخفيف المصاريف عن الأسرة، ولكني أقنعته مجددًا بالعودة إلى الدراسة".

وتنتظر عوائل شهداء وجرحى العدوان الأخير على قطاع غزة صيف 2014 على أحر من الجمر أن تصرف مؤسسة أهالي الشهداء والجرحى رواتبهم مخصصاتهم المالية التي يتقاضونها منذ لحظة استشهادهم.

وتلقى الأهالي طوال السنوات والأشهر الماضية سيلًا من الوعود، من مؤسسة رعاية الشهداء والجرحى، ومن مسؤولين في منظمة التحرير بإنهاء معاناتهم وصرف رواتبهم، إلا أنها لم تتحقق بعد، بسبب مماطلة السلطة في رام الله، بصرف رواتبهم أسوة بغيرهم من الأهالي.

ويقدر المبلغ الذي تحصل عليه عائلة كل شهيد بـ1400 شيكل، حسبما أفاد الناطق باسم اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء والجرحى علاء البراوي.