فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

استطلاع حكوميّ إسرائيليّ: ثلث المراهقين اليهود في أمريكا متعاطفون مع حماس

"الوجه الآخر لقبول التسوية".. ما حقيقة دوافع موافقة نتنياهو على الاتِّفاق مع لبنان؟ محلِّلون "إسرائيليُّون" يجيبون

"كفيتوا ووفيتوا".. نشطاء عبر الفضاء الرَّقميِّ يشيدون بدور لبنان في دعم غزَّة

بعد وقف النَّار مع لبنان.. حملة "النَّصر الكامل" الإسرائيليَّة عبر "إكس" تنهار

"ملحمة الطُّوفان بيومها ال 418"... القسَّام تبثُّ مشاهد تفجير آليَّات وإسقاط مسيرة استخباراتيَّة في بيت لاهيا

قصَّة "متخَّابرة" تستدرج زوجات أسرى بغزَّة للحصول على معلومات لصالح الاحتلال

"حزب الله" يُعدّ تشييعاً "شعبياً" لأمينه العام السابق حسن نصر الله

شحُّ الدَّقيق وغلاء الأسعار... حرب ثانية يعيشها النَّازحون جنوب القطاع

الأمم المتحدة: الجيش الإسرائيليّ رفض 41 محاولة للوصول إلى المحاصرين شمال غزة

هذه تفاصيلها... خطَّة جديدة بين السُّلطة والاحتلال لوأد المقاومة بالضَّفَّة الغربيَّة

​بلدة العيساوية.. غزة الصغرى في القدس المحتلة

...
القدس المحتلة / غزة - عبد الرحمن الطهراوي

"مِنِي غزة" هو الاسم الذي يتداوله الاحتلال الإسرائيلي كتوصيف لبلدة العيساوية الواقعة بالجهة الشمالية الشرقية من المسجد الأقصى، وذلك في ظل بسالة شبانه بالتصدي لاقتحامات الاحتلال وتصدرهم لمشهد النضال الوطني الشعبي على الدوام.

ونظرًا للحالة الثورية المسيطرة على البلدة طوال الوقت أقدم الاحتلال منذ سنوات على عزل العيساوية عن محطيها الجغرافية ضمن سياسات العقاب الجماعي، التي تشمل فرض قيود اقتصادية على السكان وإهمال البنية التحتية فيها، فضلًا عن حملات المداهمة والاعتقالات التي تكاد تكون يوميًّا.

ويعود سبب الاحتكاك المستمر بين شباب العيساوية وجنود الاحتلال إلى وجود البلدة وسط منطقة محاطة بعدة نقاط استيطانية، فيجاورها مستوطنة التلة الفرنسية ويحيط بها الشارع الاستيطاني الواصل لمستوطنة "معاليه أدوميم"، وعلى حدودها توجد الجامعة العبرية ومستشفى هداسا وكذلك يحاصرها معسكر "قلعة أدوميم" من الناحية الشرقية.

ويؤكد الناشط محمد أبو الحمص أن حالة من الفخر والاعتزاز تسيطر على جميع سكان العيساوية بسبب حملها للقب غزة الصغرى، مشيرًا إلى أن الاسم أطلق على البلدة منذ عام 2009 في خضم العدوان الإسرائيلي الذي كان يشن على قطاع غزة، ونظرًا لسرعة تفاعلها مع الأحداث والرد على اعتداءات الاحتلال بشكل عام.

ويقول أبو الحمص لصحيفة "فلسطين": "من النادر جدًا أن تجري عملية اقتحام للبلدة دون أن تحدث مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال تستمر لساعات طويلة، يتخللها ارتقاء شهداء وجرحى.. لذلك كل متر في العيساوية بمثابة شوكة في حلق الاحتلال ويحمل المفاجآت".

ويضيف: "هناك الكثير من أوجه التشابه بين غزة والعيساوية، فنحن هنا نعيش ظروف الحصار منذ انتفاضة الأقصى وعمليات الدخول والخروج من البلدة مرتبطة بقرارات جنود الاحتلال على الحواجز، ومسلسل الانتهاكات الإسرائيلية الموزعة على الاعتقالات التعسفية وهدم البيوت والمداهمات لا يتوقف".

ويوضح أبو الحمص أن العيساوية هي البلدة المقدسية الوحيدة المعزولة عن أي تجمع فلسطيني في العاصمة المحتلة، فهي لها مدخلان رئيسان أحدهما من داخل مستوطنة التلة الفرنسية من الجهة الغربية ومدخل آخر من الجهة الشرقية، بينما يغلق الاحتلال المدخل الجنوبي منذ عامين الأمر الذي يتسبب بأزمات مرورية خانقة.

ولا يزال سكان العيساوية يدفعون ثمن سياسات الاحتلال، فمن أصل 12500 دونم مساحة القرية قبل عام 1967، تراجعت مساحتها لصالح المشاريع الاستيطانية ولم يبقَ منها سوى نحو 2700 دونم، وكذلك يوجد أكثر من 200 منزل سكني ببلدة العيساوية مهدد بالهدم بحجة عدم الترخيص، وهي تضم أعلى نسبة من أسرى مدينة القدس بالسجون الإسرائيلية.

أما رائد أبو ريالة أحد سكان البلدية، فأكد أن جميع السكان يفتخرون بلقب غزة الصغرى، قائلًا: "لا يتأخر أحد منا عن أداء واجبه الوطني رغم الضغوطات القاسية التي تمارس ضدنا، فالعيساوية هي التي انتفضت عن بكرة أبيها عندما أحرق الفتى محمد أبو خضير وهي التي واصلت الليل بالنهار في ثورتها في أثناء عدوان 2014 على غزة".

وذكر أبو ريالة لصحيفة "فلسطين" تتميز العيساوية عن غيرها من البلدات الفلسطينية في ابتكار أساليب جديدة في المواجهات مع قوات الاحتلال والتي تدفع بأفضل وحداتها في أثناء اقتحام العيساوية، مشددًا على أن العيساوية ستبقى تؤرق الاحتلال الذي طالما تمنى وأراد عزلها وفصلها عن محيطها بواسطة المواقع الأمنية والمستوطنات.