فلسطين أون لاين

​رام الله تنتفض من أجل غزة

"بالروح والدم نفديك يا غزة". "يا عباس طل وشوف هيو الشعب ع المكشوف". "لا حصار ولا تجويع غزة شرفها ما بتبيع". "اللي بدو حرية ينصر غزة الأبية". "بالطول والعرض غزتنا بتهز الأرض". "الشعب يريد إنهاء الحصار".

هذه بعض الشعارات التي رفعتها المظاهرة الشعبية في رام الله قبل يومين احتجاجًا على موقف السلطة، وإجراءاتها العقابية ضد غزة، وضد الموظفين الغزيين. المظاهرة كانت استجابة لدعوة نشطاء وأكاديميين على صفحات التواصل الاجتماعي، وهي في المقام الأول استجابة للضمير الوطني الحرّ، الذي لا تقيده الحزبية، ولا ضغوط الوظيفة والراتب.

ربما لم تكن الأعداد المشاركة في المظاهرة كبيرة، حيث قدرت بالمئات، ولكن أدنى قراءة في الشعارات المرفوعة تكشف عن أهمية المظاهرة، ومدى الاحتقان الذي يسكن الضمير الشعبي الفلسطيني من عقوبات السلطة المفروضة على غزة ظلما لأسباب سياسية.

الشعارات المذكورة آنفا تكشف عن حالة من الانفصال والانفصام بين السلطة وبين الشعب الفلسطيني. السلطة لا تمثل بحسب هذه الشعارات الإرادة الشعبية. الشعب الفلسطيني في الضفة يفدي غزة بالدم وبالروح، ويرى أن غزة تمثل شرف الشعب، ومركز عزته، بينما يغامر عباس بسلطته، وبحركة فتح، في مواصلة حصار غزة وعقاب سكانها، وحين تقول المظاهرة: الشعب يريد إنها الحصار، فإنه يعني أن الشعب على وعي بأن عباس وسلطته هم من يحاصرون غزة، وهم من يساومونها على شرفها وعزتها؟!

لقد دأب عباس في خطاباته على المطالبة الإعلامية برفع الحصار عن غزة، وكأن الذي يحاصر غزة طرف آخر، فإذا بالمظاهرة تطالبه هو والسلطة برفع حصارهم عن غزة، ومن ثمة لا يمكن القول بأن (إسرائيل) وحدها هي من تحاصر غزة، كما يحاول عباس بلغته المناورة الإيحاء به للرأي العام.

المظاهرة والشعارات المرفوعة قالت لعباس أنت من تحاصر غزة، وأنت من تعاقب سكانها، وأنت المتهم، وأنت الجهة المقصودة عند المطالبين برفع الحصار عن غزة. الشعب لم تعد تخدعه اللغة المناورة التي يستخدمها عباس ورجاله في المقاطعة، ولم يعد يقبل من السلطة أن تختفي وراء الاحتلال، بينما هي الأشد تمسّكًا بالحصار، والأكثر مناورة وكذبًا على الرأي العام؟!