قائمة الموقع

​سن الأربعين حلم شباب الضفة لبلوغ القدس

2018-06-11T07:34:19+03:00

على غير العادة وعلى عكس الفطرة البشرية التي تحاول أن تخفي تفاصيل كثيرة في حياة الإنسان، ولاسيما تلك المتعلقة بالعمر والتظاهر بصغر السن، يتمنى كثير من الشباب الفلسطينيين أن يبلغوا من العمر الأربعين، ليس حبًّا في تلك المرحلة، وإنما لكونها جواز السفر الذي يتيح لهم الدخول إلى مدينة القدس، والسير في حاراتها والعيش في أجوائها التعبدية.

وفي كل عام تتفنن حكومة الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة أمنه في التحكم بدخول وخروج المصلين من الضفة الغربية إلى مدينة القدس ومحاولة إذلالهم، وتتظاهر بتسهيلات سرعان ما يبدو زيفها، وتحصر أعمار المسموح لهم بدخول مدينة القدس من الذكور فيمن بلغ الأربعين فما فوق دون تصريح، كما هو الحال في هذا العام.

الكاتب الإعلامي أحمد البيتاوي كتب عبر صفحته على (فيس بوك) قائلًا: "ليتني أربعينيًّا فأسري إليها فجرًا، أمشي بين زقاقها وداخل أسوارها، علَّ خطوة من خطواتي تطابق أثر صحابي أو تابعي، علَّ جبهتي تلامس موقع سجدة نبي أو رسول".

"ليتني كنت واحدًا من مصليها، فالصلاة فيها جهاد، والبقاء في ساحاتها رباط، والجلوس على مصاطبها عبادة، والشرب من مائها رواء، والجلوس تحت أشجارها كِفاء" والقول للبيتاوي.

وأكمل: "ليتني أقف في حضرة قبتيها المذهبة والرصاصية، أمسح دمعها، أواسي حزنها، أُنس وحشتها، أزيد زوارها واحدًا وعبّادها نفرًا، لا عليكِ حبيبتي، لا تحزني لتشرذمهم، ولا تقلقي من تخاذلهم، لا تبالي بتآمرهم، ولا تلتفتي إلى مكرهم، هم كالذر في حضرة شمس، أنتِ آية في القرآن ووعد الرحمن".

أما الشاب العشريني فؤاد عباد من أحد قرى نابلس فقد قالها بحسرة بعد أن حالت الحواجز والجدار الفاصل بينه وبين القدس: "إيمتى بدو يصير عمري 40 سنة وأقدر أفوت على الأقصى؟!"، وأكمل خلال تغريدة له عبر (فيس بوك): "أول مرة في حياتي أتمنى أن تسرع الأيام وأن تصبح سني أربعين، كي تنتهي مأساة وعذابات محاولات الوصول إلى الأقصى".

ويتمنى الشاب الثلاثيني محمد عمران كذلك أن يتقدم به العمر ليكحل عينيه برؤية مدينة القدس قال: "منذ كنت طالبًا في المدرسة، أي قبل نحو 18 عاما لم أدخل مدينة القدس، وكلما تقدمت بطلب للحصول على تصريح للدخول قابلته بالرفض مخابرات الاحتلال".

تابع عمران: "عندما أرى كبار السن يدخلون المسجد الأقصى أتمنى أن آخذ من أعمارهم وأضيف إلى عمري كي أستطيع الدخول هناك، فقمة الظلم أن تحول الحواجز والجنود الحاقدين والجدار العنصري بيني وبين مدينة القدس التي لا تبعد عنا سوى بضع دقائق".

تجدر الإشارة إلى أن العديد من حالات التنكر بزي كبار السن أو النساء كشفها جنود الاحتلال لشبان أو أشبال حاولوا الدخول إلى مدينة القدس، بعد أن عجزوا عن الدخول إليها، لرفض أجهزة مخابرات الاحتلال، أو كون سنهم أقل من أربعين عامًا.

اخبار ذات صلة