كما أن الناس يقبلون على الأسواق في بداية شهر رمضان وكأنهم لم يتسوقوا في حياتهم قط، يفعلون ذلك في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، استعدادًا لعيد الفطر السعيد.
في كلا الفترتين يسعى الناس للتكاثر.. التكاثر في الأطعمة والتكاثر في الملابس ...إلخ.
والتكاثر محمود ومذموم، فالمحمود ذلك الذي يراكم الخيرات في حياة المسلم ويزيد من طاعاته وعباداته وأيضًا يقضي حاجاته الدنيوية بدون تبذير ولا تقتير، أما التكاثر المذموم فهو ذلك الذي يجعل حياة المسلم الرمضانية في السوق، والسوق فحسب.. فتراه في ليالي العشر الأواخر قائمًا في السوق متهجدًا بين بضاعته.
لا أتحدث هنا أبدًا عن حاجتنا الضرورية بالذهاب للسوق لشراء ما يحتاجه العيد من أطعمة وملابس، لكن هل هذا الأمر يحتاج منا أكثر من ليلة في شهر رمضان، إن لم يكن كل العشر الأواخر؟! بل هل يحتاج منا أكثر من ساعات معدودات على أصابع اليد الواحدة لنُتِمّ فيها كل الاستعدادات اللازمة لهذا العيد؟!
مؤلم أن تجد أشخاصًا جعلوا من العشر الأواخر فرصة لإضاعة الوقت والجلوس في الطرقات، وبيوتُ الله مفتوحة تستقبل من أتاها طوال الليل، مؤلم أن يلهينا التكاثر المذموم عن ذلك المحمود، مؤلم أن نُقبل بنَهَم على بضاعة سيأتيها الكساد يومًا، ونعرض عن بضاعة الله التي لا تكسد ولا تفسد، فيا رب أسألك الهداية والتُقى.