" إن الترويج لما يتعرض له قطاع غزة من أزمة إنسانية يأتي في إطار تصفية القضية الفلسطينية. قائل هذه العبارة هو محمود العالول، نائب رئيس حركة فتح، والمصدر صحيفة القدس العربي، وموقع سما الإخباري.
وجاء في سياق الخبر كنقطة مركزية فيه أن أعضاء المجلس الوطني في غزة اجتمعوا لمناقشة مشكلة رواتب الموظفين في غزة، واقترح بعضهم تقديم استقالات جماعية، للضغط على الحكومة لصرف الرواتب بعد أن تحول بعض الموظفين إلى متسولين.
لم يستقل أحد حتى الآن، لأن الشجاعة غير متوفرة، والنظام السياسي الفلسطيني لا يشجع على الاستقالة، لأنه نظام لا يمارس فيه الشعب الانتخابات بشكل دوري ومنتظم، ولأن القرار فيه يغتصبه الرئيس المتحكم فرديا بالقرار المالي؟!
نعود إلى مقولة ( العالول) لأنها ربما تستعصي على الفهم، إذ كيف يقوم الترويج للأزمة الإنسانية في غزة بتصفية القضية الفلسطينية؟! وهل الأزمة الإنسانية في غزة مفتعلة، ولا أصل لها حتى يقوم أعداء القضية بالترويج لها؟! الأزمة الإنسانية والحياتية في غزة يعيشها السكان واقعا في كل لحظة. الأزمة المعيشية حقيقة واقعة ولا تحتاج لترويج، أو شرح، أو إعلام.
الأزمة التي يتحدث عنها العالول هي من صناعة محمود عباس رئيس حركة فتح، قبل أن تكون من صناعة الاحتلال. حين يصنع الاحتلال أزمة لغزة فهذا أمر طبيعي لأنه عدو، وهذا دأب الأعداء دائما، لكن ما هو خارج عن الطبيعة والمنطق هو ما يصنعه عباس، وما تصنعه سلطته وحكومته. ولأننا لا نتهم عباس جزافا، نقلنا خبر اجتماع أعضاء المجلس الوطني في غزة، وتهديدهم بالاستقالة الجماعية، وهي استقالة إن تمت لا تحتج على العدو، وإنما تحتج على سياسة السلطة وعباس وحكومته، لأنهم جزء أساس في أزمة غزة الإنسانية والمعيشية. وهذا يدحض كلام العالول.
إن من يصنع لغزة الأزمات الحياتية، ويقذف بالموظفين إلى شوارع التسول وهو يملك المال، هو من يستغل الأزمات لتصفية القضية الفلسطينية، وهو من يخدم صفقة القرن والمروجين لصفقة القرن؟!