فلسطين أون لاين

​مخيمات العودة تجمع عائلات فلسطينية على مائدة الإفطار

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

فضلت عائلة مؤمن العمري تناول طعام الإفطار في "مخيم العودة" المقام شرق جباليا شمال قطاع غزة، بدلًا من التوجه إلى شاطئ البحر غربي المدينة، مثلما جرت العادة منذ عدة سنوات في تناول إفطار كل يوم جمعة من شهر رمضان على الرمال الصفراء.

ومنذ دخول أيام شهر رمضان لجأت عشرات العائلات إلى تناول طعام الإفطار في ساحات مخيمات العودة، التي أقامتها اللجنة العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار نهاية شهر آذار (مارس) قبالة السلك الفاصل عن الأراضي المحتلة عام 1948م، في خمس مناطق رئيسة على طول السياج الحدودي.

وقرر العمري التوجه بعائلته المؤلفة من أربعة أفراد إلى مخيم العودة لتناول طعام إفطار ثاني أيام شهر رمضان، تمتعًا ببعض نسمات الهواء وساعات مرح، وهربًا في اللحظة نفسها من درجات الحرارة المرتفعة داخل المنازل بفعل انقطاع الكهرباء ساعات طويلة.

ويرى العمري أن الإفطار على مقربة من السلك الفاصل داخل المخيم لا يختلف كثيرًا عن الإفطار الذي يجمع أفراد العائلة على الشاطئ، بل يساهم في تغيير الروتين، ويجمع بين الإفطار والاستمتاع بالهواء الطلق ودعم مسيرة العودة وما تحمله من أهداف وطنية جامعة.

ويذكر العمري لصحيفة "فلسطين" أنه تناول طعام الإفطار على مرمى أعين جنود الاحتلال المتمركزين خلف التلال الرملية أربع مرات خلال العشر الأوائل من رمضان، مع أن الفكرة في بداية الأمر لم تلق إعجابًا كبيرًا من أفراد العائلة، لكن السعادة التي غمرتهم في التجربة الأولى شجعتهم على تكرارها.

وإلى الجوار من عائلة العمري، على مقربة من إحدى الخيام البيضاء المنصوبة في ساحة المخيم، شرق القطاع تحلقت عائلة وائل ربيع حول مائدة الطعام منتظرين رفع أذان المغرب، كي يشرعوا بتناول إفطار اليوم التاسع من رمضان، الذي وافق الجمعة التاسعة من مسيرة العودة وكسر الحصار، وقد حملت عنوان: "مستمرون رغم الحصار".

ويذكر ربيع لصحيفة "فلسطين" أن الإفطار في المناطق "الحدودية" بالهواء الطلق أتاح لأفراد العائلة جميعًا معايشة لحظات جميلة غير مسبوقة من الاستمتاع بسحر الغروب أمام الأراضي المحتلة الشاسعة، بعد أن كان الوصول إليها (المناطق الحدودية) محرمًا عليهم قبل مدة قصيرة، خشية اعتداءات جنود الاحتلال المنتشرين في ثكناتهم العسكرية.

ويشير إلى أنه تشجع على نقل مائدة الإفطار إلى الحدود الزائلة، بعدما رأى منذ بداية الشهر العديد من الأفراد والعائلات يقصدون مخيمات العودة قبل موعد أذان المغرب وهم يحملون ما أعدوا من أطباق الطعام، ولا يغادرون أركان المخيم إلا بعد أداء صلاتي العشاء والتراويح هناك جماعة.

ويبين ربيع أنه لا اختلاف بين الإفطار في البيت أو على الحدود الزائلة إلا "استشعار قرب تحقيق حلم العودة والتمتع بالهواء الطلق"، قائلًا: "يبقى الإفطار على مقربة من السلك الفاصل متعة حقيقية تمكن العائلات من التواصل مع أراضيهم المحتلة من أقرب نقطة، والاستمتاع بالمنظر، وتأمل ساعة الغروب بما يحمله من ألوان مريحة".

أما الزوجة أم محمود فتقول وهي تراقب حركة مركبات الاحتلال وآلاته العسكرية من خلف السلك الفاصل: "إن الأجواء في المناطق الحدودية التي كانت شبه مقفرة قبل سنوات خلت لها نكهة خاصة، تجمع بين الأجواء العائلية وكسر الروتين، بعيدًا عن جدران المنزل وشاطئ البحر كذلك".

وتبين أم محمود لصحيفة "فلسطين" أنها تشرع بتجهيز أطباق الإفطار بعد أداء صلاة العصر مباشرة، وقبيل المغرب يتجهز أبناؤها للخروج إلى مخيم العودة القريب من المنزل في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، لافتة إلى أنها ستصطحب أطفالها خلال إجازة عيد الفطر للتمتع بساعات مرح داخل المتنزه المقام في المخيم.