مع توالي أيّام شهر رمضان المبارك، بات الاستيطان ينهش مزيدا من أراضي المواطنين الواقعة بين مدينة دورا جنوب الخليل والقرى والبلدات الغربية المأهولة بالسّكان.
وتتصاعد المخاوف لدى سكّان القرى والبلدات الغربية لمدينة دورا بعزلها تماما عن محيطها عبر الشّارع الرئيس القديم الذي تقام إلى جواره مستوطنتا "نجهوت" و"جفعات هبستان"، ما قد يقطع الطريق على السّكان في هذه المنطقة، عقب استيلاء الاحتلال على نحو (210) دونمات من الأراضي، وبدئه عمليات البناء والتوسّع في هذه المنطقة.
وكشف رئيس بلدية دورا أحمد سلهوب السويطي عن بدء سلطات الاحتلال إقامة كرفانات جديدة على أراضي المواطنين في المنطقة التي تقع على مقربة من مستوطنة "نجهوت" في الجبال الجنوبية الغربية لمدينة دورا.
ويلفت إلى أنّ عمليات الاستيطان في المنطقة تستهدف السيطرة على مزيد من الأراضي في المنطقة، وتحويلها إلى الأعمال الاستيطانية، مبينا أنّ العمل جارٍ في هذه المرحلة للتواصل مع مختلف الجهات ذات الاختصاص للتصدي لهذا القرار.
ويتزامن ذلك مع مناقشة المحكمة الاحتلالية العليا قانون تبييض المستوطنات. وأقرت الهيئة العامة للكنيست "قانون المصادرة" في فبراير/ شباط من العام الماضي والذي يشرعن بأثر رجعي عددا من البؤر الاستيطانية العشوائية.
وسيكون لقانون "التسوية أو المصادرة" تداعيات مستقبلية غير مسبوقة بما يتعلق بالمشروع الاستيطاني، بحيث سيشرعن بشكل مباشر 50 بؤرة استيطانية، ومنح تراخيص لنحو 4000 وحدة استيطانية قائمة على أراضٍ فلسطينية، ومصادرة فورية لنحو 8 آلاف دونم بملكية خاصة لمواطنين فلسطينيين.
من جانبه، يوضح خبير شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش أنّ سلطات الاحتلال تحاول من خلال أنشطتها في المنطقة شقّ طريق رابطة بين مستوطنتي "نجهوت" و" جفعات هبستان" لضمّ جبل مقابل للمستوطنتين.
ويعتقد حنتش أنّ سلطات الاحتلال وجماعات المستوطنين تحاول السيطرة على أوسع مساحات من الأراضي في المنطقة لتحويلها إلى مجمّع استيطاني، لافتا إلى أنّ هذه الأراضي تعود ملكيتها لعدد من العائلات الفلسطينية والبلدات الفلسطينية في المنطقة.
وبشأن خطورة الموضوع، يرى حنتش بأنّه يمس السيطرة على مساحات من الأرض الفلسطينية غربي دورا والموقع الذي يربطها مع القرى المجاورة.
وكانت اللجنة الفرعية للاستيطان التابعة لسلطة الاحتلال الإسرائيلي صادقت على إيداع مخطط تفصيلي لبناء وحدات استيطانية ومبانٍ هندسية وطرق في مستوطنة "نيجهوت" المقامة على أراضي المواطنين المستولى عليها غرب دورا.
ويهدف المخطط، إلى ربط المستوطنة "نيجهوت" بالبؤرة الاستيطانية "ميرشاليم" وضم الجبل الجنوبي المقابل لهاتين المستوطنتين وربطهما بالطرق الدائرية وعمل جسر عليها.
وتبلغ مساحة المخطط 291 دونما، ويهدف إلى تغيير استخدامات الأراضي من أراضٍ زراعية حسب المخطط RJ-5 إلى مناطق سكنية مخصصة لبناء وحدات استيطانية جديدة.
وقال مركز أبحاث الأراضي إنّ المخطط يأتي لتوسعة المستوطنة القائمة على أراضي المواطنين منذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، وإضافة مزيد من الوحدات الاستيطانية، فحسب المخطط ستقوم سلطات الاحتلال ببناء 102 وحدة استيطانية سكنية جديدة في المستوطنة المذكورة.

