فلسطين أون لاين

​سباق بين المواطنين لوقف نزيف "بنك الدم" وإسناد جرحى العودة

...
مصابون يتلقون العلاج في مخيم العودة
غزة - يحيى اليعقوبي

لم يتردد الشاب إسماعيل هنية في المبادرة وحجز أول مقعد له على أحد الأسرة التي وضعها مندوبون عن بنك الدم المركزي ووزارة الصحة في أحد مساجد مدينة غزة ضمن إطار حملات التبرع بالدم لصالح جرحى مسيرة العودة وكسر الحصار.

وبينما كان الشاب يسحب وحدة من دمه للتبرع بها، في مسجد أبي أيوب الأنصاري بمدينة غزة، كان العشرات من الشباب والرجال يتسابقون على فحص دمهم والتأكد من إمكانية تبرعهم.

وأوضح هنية لصحيفة "فلسطين" أن مبادرته تأتي لصالح الاحتياجات الملحة لوزارة الصحة في ظل ارتفاع أعداد جرحى مسيرة العودة وكسر الحصار، والعمل على دعمهم ومؤازرتهم.

وقال هنية: "كنت دائما أحرص على المبادرة في التبرع وهذه ليست المرة الأولى، ويجب علينا كشعب فلسطيني أن نتكاتف بهذا الجانب".

وبالقرب من هنية، كان المسن فؤاد اليازجي يتبرع لأول مرة في حياته، قائلا: "الأوضاع الصحية الصعبة في غزة تحتم علينا كشعب واحد أن نساعد بعضنا ونساعد جرحانا ومرضانا".

واستدرك اليازجي في حديثه لصحيفة "فلسطين": "إذا أخوك المسلم احتاج مساعدتك، وطلب أمرا معينا، يجب أن تقدم له"، مشددا على أهمية حملات التبرع بالدم في تقوية روابط التكافل والتلاحم المجتمعي بين الأسرة الفلسطينية الواحدة.

وفي الوقت الذي انتهي فيه هنية واليازجي من عملية التبرع بوحدات الدم، كان الشاب الثلاثيني علاء أبو رحمة يتجهز ويزاحم الآخرين للحصول على مكان في المرحلة الثانية للمتبرعين.

وقال أبو رحمة بعد أن نجح في حجز مكان على أحد الأسرة: "نتبرع للجرحى الذين قدموا دماءهم رخيصة في سبيل الوطن.

بدوره، أكد أخصائي التحاليل الطبية في مستشفى الشفاء سامي الحداد، أن الهدف من حملات التبرع بالدم هو تعويض النقص في بنك الدم بمستشفى الشفاء، ولا سيما في ظل فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار والمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق المتظاهرين خلالها.

وأوضح الحداد لصحيفة "فلسطين" أن الجرحى والمرضى يحتاجون لوحدات دم بشكل كبير، وخاصة الجرحى المصابين بالنزيف والتهتك في الشرايين والأوردة، لافتا إلى أن تفاعل المواطنين مع الحملات كبير جدا.

وذكر أن هناك استنزافا كبيرا لمخزون بنك الدم في مشفى الشفاء، وأن بعض الجرحى يستنزفون ما بين 10-15 وحدة دم نتيجة النزيف الشديد الذي تسببه الإصابات، مشيرا إلى أن مخزون المشفى نفد خلال مجزرة الاحتلال بحق مسيرة العودة الأسابيع الماضية، والمقدر بنحو 600 وحدة دم، لكن إدارة المشفى عوضت هذا المخزون عبر الحملات الخارجية للتبرع.

وشدد الأخصائي على أهمية التبرع بالدم لما فيه مصلحة للجسم، الذي يستبدل الدم بآخر جديد، ويقوم بتنشيط (الطحال).