فلسطين أون لاين

سياسة مستفزة؟!

ماذا جرى لمملكة البحرين؟! هل أصابها عطب محدث، أم هي تعاني من خلل موروث؟! لقد زارت قوافل الإغاثة البحرينية غزة في عام 2011م وما بعده لعدة مرات، وأعرب المشاركون البحرينيون في قوافل (أميال من الابتسامات) عن تأييدهم لغزة وفلسطين والمقاومة أيضًا، وقالوا إن شعب البحرين يقف مع الحقوق الفلسطينية قلبا وقالبا، لذا سألت ماذا أصاب البحرين؟!

ما أصاب البحرين هو أن وزير خارجيتها يؤيد نقل السفارة الأميركية إلى القدس؟! ويبرر تأييده بزعم أن السفارة ليست في القدس الشرقية، وإنما هي في القدس الغربية، وأن العرب لا يطالبون بهذه الأرض؟! ومن قبل شاركت البحرين والإمارات في عيد استقلال (إسرائيل) بوفد رياضي؟!

العرب من أمثاله للأسف لا يطالبون بالقدس؟! وهذا شأنهم، ولكن الأغلبية العربية المسلمة تطالب بالقدس، وبفلسطين، ولا تفرق بين شرقية وغربية. والفلسطينيون يتمسكون بحقهم في كامل وطنهم، ويقاتلون من أجل القدس وفلسطين، منذ عام النكبة وحتى تاريخه، ويرفضون التنازل عن وطنهم وعن حقوقهم، ويعدون الاحتلال القائم مؤقتًا يزول بإذن الله بزوال الأذلاء من العرب.

لم تنسِ زيارة السادات للكنيست الشعب الفلسطيني حقوقه في القدس وفي فلسطين، ولم تنسِ أوسلو وتنازلات عباس الشعب حقوقه في فلسطين، لذا ما زال الشعب يقاوم، ولن تنسي تصريحات وزير خارجية البحرين المستفزة الشعب الفلسطيني حقوقه في فلسطين.

إن وزير الخارجية البحريني يقفز عن تداعيات نقل السفارة إلى القدس، حيث يرسخ هذا النقل قانون ضم القدس الشرقية وتوحيد المدينة تحت الحكم الصهيوني، واتخاذها عاصمة أبدية موحدة، ومن ثم تشريع الاستيطان فيها، وتهويدها، وطرد سكانها الفلسطينيين. الوزير البحريني تغافل عن هذا كله، وتذكر الجغرافيا فقط، ليبرر انحراف سياسته؟!

هذه التداعيات السالبة على القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني لا تخفى على وزير الخارجية البحريني. الوزير ذهب إلى تبسيط الأمر في عملية تضليل للرأي العام البحريني من ناحية، ولتبرير الهرولة البحرينية المؤسفة نحو (إسرائيل) من ناحية أخرى؟!

المسألة يا سيادة الوزير أكبر من مسألة نقل السفارة رغم سياسة التبسيط المخل الذي انتهجتها. ولأنها مسألة كبيرة، وذات تداعيات خطيرة، استشهد من أجل مقاومتها وحماية القدس، ما يزيد على مائة وعشرين غزيًّا، في غزة وحدها، وأصيب بجراح أكثر من ثلاثة عشر ألف جريح، في مسيرات العودة. مسيرات العودة التي عبّرت عن وعي الشعب الفلسطيني، بحقوقه، جاءت أيضًا لمقاومة الردة العربية، ومن ثمة عزم الشعب على ألّا يترك قضيته نهبًا تجاريًا في يد المطبعين، والمتخاذلين.