فلسطين أون لاين

قتل رزان جريمة حرب

جلّ الكتب التي تناولت الموقف الألماني والأوروبي القديم من معاداته لليهود ذكرت أن سبب العداء كان هو سلوك اليهود المشين أخلاقيًا واجتماعيًا، وأن تهمة اللاسامية هي فرية يهودية، رمت بها الصهيونية أعداءها وخصومها، واستطاعت من خلالها ابتزاز العالم.

إن إعدام جيش الاحتلال للمسعفة (رزان النجار) ابنة العشرين عاما أمس في خانيونس في أثناء عملها في إسعاف أحد المصابين في مظاهرة العودة (من غزة إلى حيفا)، يكشف وحده حقيقة الصهيونية القاتلة، وسلوك جيش إسرائيل اللاأخلاقي.

لماذا قتل الجيش المجرم رزان وهي تلبس ملابس تشير إلى أنها مسعفة، تؤدي خدمة إنسانية للجرحى والمصابين؟! لا جواب يمكن أن يقنع العقلاء غير أن هذه هي أخلاقيات جيش الاحتلال المجرم، وأن القاتل يعبر عن الطبيعة اليهودية العنصرية والربوية المجرمة، التي تسكن الصهيونية اليهودية، والتي تفضل نفسها على الأمم الأخرى بالعرق والدم.

حين طلبت الكويت مشكورة من مجلس الأمن توفير الحماية للمدنيين في غزة، استخدمت المندوبة الأميركية في المجلس الفيتو ضد القرار، لتقدم الحماية (لإسرائيل) قاتلة المدنيين من الأطفال والفتيات، وفي هذا التصرف الأميركي اللا أخلاقي المعادي للشعب الفلسطيني، ما يثبت أن السيطرة اليهودية الصهيونية على القرار الأميركي تجاوزت تحذيرات جورج واشنطن القديمة من سيطرة اليهود على أميركا.

إننا نستطيع القول في ظل هذه المعطيات: إن نيكي هيلي المندوبة الأميركية في مجلس الأمن هي التي قتلت المسعفة الفلسطينية، وأن القناص اليهودي هو فقط الذي ضغط على الزناد، وهو الذي تسلى بإطلاق النار على الفتاة وهي تسعف الجرحى استجابة لما يسكنه من حقد وإجرام موروث ضد فتيات فلسطين، حيث تم القتل إعداما من مسافة قريبة بشكل متعمد مع سبق الإصرار، دون تهديد حقيقي للقناص القاتل.

من قتل رزان المسعفة، قتل (128) مدنيًا متظاهرًا، وأصاب بجراح مختلفة (13000) مدنيًا، خلال خمسين يومًا من المظاهرات الغزية من أجل العودة، ورفع الحصار، وهذا عدد ضخم، ولو كان في العالم ضمير لأجبر (إسرائيل) على رفع الحصار غن غزة، ولوضع الاحتلال على قائمة الإرهاب العالمية، ولكن العالم الخاضع للسيطرة الصهيونية لا يملك الضمير الإنساني، ولا يلتفت للضعفاء؟! لذا يجب أن نكون أقوياء كي نستطيع حماية شعبنا.