فلسطين أون لاين

​مختصان: عوامل محددة ستدفع (إسرائيل) للالتزام بالتهدئة مع غزة

...
آثار استهداف الاحتلال موقعاً للمقاومة خلال التصعيد الأخير
غزة - نور الدين صالح

رجح مختصان في الشأن الاسرائيلي، أن يلتزم الاحتلال الاسرائيلي بالتهدئة مع المقاومة الفلسطينية، عقب جولة التصعيد الأخيرة قبل عدة أيام في قطاع غزة.

وردت المقاومة بالمقذوفات الصاروخية على المواقع العسكرية والمستوطنات الواقعة خلف السياج الفاصل والقريبة من غزة، نتيجة العدوان الإسرائيلي المتكرر على القطاع ومواقع المقاومة واستشهاد عدد من عناصرها، ما دفع (إسرائيل) لطلب الوسيط المصري للتدخل وإعادة الهدوء.

وقال الكاتب والمختص في الشأن الاسرائيلي د.صالح النعامي: إن قبول (اسرائيل) باتفاق التهدئة الجديد، ولو ضمنياً، بدليل هدوء الوضع وتوقف القصف، يعني "تسليماً إسرائيلياً بالواقع الجديد ونجاحاً فلسطينياً في فرض قواعد اشتباك جديدة".

وأوضح النعامي لصحيفة "فلسطين"، أن حرص جيش الاحتلال على احتواء التصعيد الأخير والقبول باتفاق تهدئة من دون الاعتراف بذلك رسمياً، لم يكن مفاجئاً.

واستعرض جُملة من العوامل التي تدفع (تل أبيب) لتلاشي تصعيد يمكن أن يفضي إلى مواجهة شاملة، مشيراً إلى أن التفرغ لمواجهة شاملة مع المقاومة في غزة يتناقض مع سلم الأولويات الذي يحكم السياسات الإسرائيلية.

وأضاف: إن "صناع القرار في (تل أبيب) يدركون أن آليات الردع التي يوفرها التفوق النوعي لا يمكن أن تنجح في منع المقاومة في غزة من الرد ومحاولة تغيير قواعد الاشتباك".

وذكر أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وفريقه لا يرغبون بالتفريط بحالة "التضامن الدولي مع (إسرائيل)"، والذي ترجم بتنديد دول أوروبية وحتى الأمم المتحدة، ممثلة بالمنسق الخاص في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، بالصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة باتجاه مستوطنات جنوبي الأراضي المحتلة فيما يعرف بـ"غلاف غزة".

ورجّح النعامي، أن يكون أهم سبب وراء حرص (اسرائيل) على تجنب مواجهة شاملة، حقيقة أنها تخشى أن تضطر في أعقابها إلى إعادة احتلال القطاع، مع كل ما يترتب عليه الأمر من دفع أثمان أمنية واقتصادية وسياسية باهظة جداً في ظل عدم وجود طرف ثالث يمكن أن يتولى زمام الأمور هناك.

الضمانات والسيناريو

ويتفق المختص في الشأن الإسرائيلي د.مأمون أبو عامر، مع سابقه، مشيراً إلى أن (إسرائيل) ستلتزم من جهتها بعدم القيام بعمليات قصف، إلا إذا كان هناك ما يبرر ذلك، وفق مزاعمها.

وقال أبو عامر لصحيفة "فلسطين": إن الاحتلال حاول اسقاط اتفاق التهدئة من حساباته منذ اندلاع موجة التصعيد الأخيرة، عبر إعلانه بعدم وجود تهدئة.

وبيّن أن (اسرائيل) أعلنت انها ستقوم بعمليات رد فعل وليس عدوانا في حال أطلقت المقاومة في غزة وبشكل أقوى من كل مرة، موضحاً أنها "وضعت لنفسها حرية التصرف حتى لا يكون عليها قيود مسبقة في أي قرار تتخذه في المرحلة القادمة".

وأضاف إن "الاحتلال يريد أن يعطي انطباعا للجمهور الإسرائيلي، أنه لا يعترف بالمقاومة وهو صاحب القرار في هذا الأمر".

وحول إمكانية وجود ضمانات، فذكر أبو عامر، أنه لا يُمكن ضمان أي اتفاق تهدئة في العالم، حتى الأوراق والضامنين الدوليين، "ما يضمنه هو مصالح الأطراف وقوة الردع التي يمتلكها الطرف الآخر"، وفق قوله.

وأوضح أن مصلحة الاحتلال تكمن بالمحافظة على الهدوء، وهو يدرك أن نتيجة الجولات التي حدثت لم تمررها المقاومة، بل كان ردود فعل من المقاومة قادرة على إيلام الطرف الاسرائيلي.

وعن السيناريوهات المحتملة في التعامل مع غزة، استبعد أبو عامر، أن يُغير الاحتلال من سياسته، في ظل عدم وجود رغبة لديه بالعودة لقطاع غزة.

وأشار إلى أن (إسرائيل) تحاول حالياً المحافظة على الوضع الراهن كما هو، إلى حين إحداث تغيرات اقليمية أو دولية، أو يتم الاتفاق مع المقاومة الفلسطينية على هدنة واستقرار بشكل كامل.