قال مدير عام مركز دراسات الشرق الأوسط في عمان جواد الحمد: إن (إسرائيل) فهمت من رد فصائل المقاومة الفلسطينية على انتهاكات جيش الاحتلال في قطاع غزة، أن "لحم غزة ليس من السهل أكله" بعد قصف عدد من المستوطنات والمواقع العسكرية داخل الأرضي المحتلة عام 1948، بالمقذوفات الصاروخية.
وأكد الحمد لصحيفة "فلسطين"، أمس، أن حكومة الاحتلال برئاسة اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو، شجعت أطرافًا معينة حتى تقوم بالوساطة؛ ليس لإنقاذ الشعب الفلسطيني في غزة، بل لإنقاذ الموقف الإسرائيلي المتدهور.
وردت فصائل المقاومة، الثلاثاء، بالمقذوفات الصاروخية ردًا على تصاعد انتهاكات جيش الاحتلال بحق مسيرات العودة، واستشهاد عدد من عناصر المقاومة وقصف مواقعها العسكرية بشكل متكرر.
وأضاف: لقد تفاجأ الاحتلال من رد فعل المقاومة الذي كان قويًا وحاسمًا، لافتًا الأنظار إلى أن اعتداء جيش الاحتلال جاء في وقت "لا تتجهز فيه (إسرائيل) لمواجهة المقاومة الفلسطينية، وغير جاهزة للحرب أصلاً"، وفق تقديره.
وأكد أن رد المقاومة أجبر الاحتلال على إعادة حساباته، وأن يطلب التهدئة مع الوسيط المصري.
وكانت الصحافة العبرية علقت باستهزاء على تصرف جيش الاحتلال مع غزة في جولة القتال الأخيرة مع المقاومة، وأشارت إلى طريقة تعامله أيضًا مع الشمال وتحديدًا تجاه الحدود السورية واللبنانية، ووصفت وسائل الإعلام العبرية جيش الاحتلال في الشمال بأنه أسد، وفي الجنوب كالأرنب.
بينما يقول الحمد: إن نتائج العدوان على غزة صيف سنة 2014، كانت كارثية لدى الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك إذا أراد الجيش الدخول في معركة جديدة مع غزة فهو محطم المعنويات ومرعوب.
وأضاف: إن "غزة باتت المنطقة الوحيدة التي يخشاها جيش الاحتلال، فيما لا يوجد معارك قائمة مع المقاومة اللبنانية".
أما فيما يتعلق بسوريا، فالأمر يتعلق بالمعادلة الدولية، وتتصرف (إسرائيل) انطلاقًا من الحماية الأمريكية الروسية في الوقت ذاته، وغطاء كذلك لإعطاء الفرصة من أجل ضرب إيران وحزب الله في النظام الاستراتيجي لهما، كما يقول الحمد.
ورأى مدير عام مركز دراسات الشرق الأوسط، أن النظام السوري عاجز وغير قادر على الرد باعتبار أن سورية مدمرة، لا يوجد لديه نظام أو دولة أو شعب أو جيش.
"أما المقاومة في غزة؛ فكان قرارها سياسيا واستراتيجيا واضحا، بأنها لن تقبل تغير قواعد اللعبة طويلاً. وإنما تمَّ ابتلاع الضربة الأولى، وردت فيما بعد وأوقعت إصابات في جيش الاحتلال والمستوطنين فقط لإعطاء اشارة أنه لن يكون شيء بدون ثمن بعد اليوم"، بحسب الحمد.
ورجح اندلاع جولات قتال محدودة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، وقد لا تكون بعيدة، في ظل إعلان رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب، ما تسمى "صفقة القرن" المرفوضة فلسطينيا.
وفي مقابل ذلك، كما يرى الحمد، أن حكومة الاحتلال قد تلجأ إلى تسخين بضع الجبهات انطلاقًا من فلسفة حكومة نتنياهو القائمة على استهداف الفلسطينيين واغتيال مقاوم أو قيادي بغض النظر عن الرد على ذلك.
واستبعد اندلاع معركة مفتوحة بين المقاومة وجيش الاحتلال خلال العام الجاري، والمقبل أيضًا، وفق تقديره.