منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة صيف 2014 والتي حققت فيها المقاومة الفلسطينية نجاحات ميدانية واضحة تواصل قوات الاحتلال تشديد إجراءاتها الأمنية على حدود القطاع البرية ناحية الشرق لتنتقل هذه المرّة إلى ناحية البحر شمالًا، وذلك تحسبًا لما تخفيه المقاومة من مفاجآت.
وأعلنت وزارة جيش الاحتلال، أول من أمس، عن إقامة عائق مائي قبالة شواطئ "زيكيم" شمالي قطاع غزة، لمنع ما أسمته "تسلل" مقاومين فلسطينيين من القطاع إلى أراضي الـ48 عن طريق البحر المتوسط.
وذكرت وزارة جيش الاحتلال، أن إقامة العائق المائي جاء ضمن استقاء العبر من الحرب الأخيرة عام 2014، والتي تمكنت خلالها عناصر من الوحدات الخاصة أو ما تعرف "بالضفادع البشرية" في كتائب القسام من اقتحام قاعدة "زيكيم" العسكرية.
وقال وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، إن العائق المائي الذي تقيمه (اسرائيل) "هو الوحيد من نوعه في العالم، والذي من شأنه أن يمنع أي إمكانية للتسلل من غزة عبر البحر".
ويرى مراقبان تحدثا لـ"فلسطين"، أن إقامة العائق المائي، يأتي ضمن التحصينات والإجراءات الأمنية التي تتبعها (إسرائيل) في التعامل مع قطاع غزة، ومنع محاولات التسلل عبر البحر.
ويقول المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي، إن قوات الاحتلال تخشى من "الضفادع البشرية" وتسللها إلى شاطئ المجدل المحتل، لذلك تتخذ إجراءات أمنية عبر إقامة جدار تحت الماء.
ويوضح مرداوي أن حكومة الاحتلال بكل أحزابها تستغل موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، من أجل فرض حقائق جديدة على الأرض.
ويؤكد أن حكومة الاحتلال تستغل الصعود في شعبيتها، عبر هذه الإنجازات، والتي كان أبرزها محاولات السيطرة على القدس، واكتشاف بعض أنفاق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
كما يرى مرداوي، أن هذه الإجراءات تأتي في إطار مواجهة المخطط الكبير الذي تواجهه من قوات البحرية الفلسطينية والمقاومة، إضافة إلى الاستغلال الدعائي في السنة الأخيرة للانتخابات الإسرائيلية.
وبيّن أن الاحتلال عندما يواجه مخاطر يتصدى لها من خلال الصناعات والتكنولوجيا المتطورة لديه، ورفع الجهوزية واستعدادات جيشه.
وكانت مصادر عبرية، أفادت بأن طواقم من قسم الهندسة وإدارة المعابر والحدود تعمل على إقامة العائق الذي يقاوم ظروف البحر ويعمل على عدم تمكن أي شخص من التسلل عبره إلى الجانب الآخر من المياه، مدعية أنه سيوفر الحماية من عمليات التسلل لسنوات طويلة.
فيما يتفق الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله، مع سابقه، إن إقامة الجدار المائي تعود لأسباب أمنية بامتياز، مشيراً إلى أن (إسرائيل) تشعر أن قطاع غزة يخترع وسائل جديدة في كل مرة.
ورجّح عطا الله خلال حديثه مع "فلسطين"، بأن يكون هناك خطر يأتي من جهة البحر من ناحية قطاع غزة، مما دفعها لبناء الجدار المائي، لافتاً إلى أن (إسرائيل) لم تتوقف عن بناء الجدران من حولها منذ سنوات عديدة.
وأضاف: (إسرائيل) بدأت تشعر بخطورة الممر البحري على جيشها، خاصة أنها تعتبر نفسها نجحت في منع الفلسطينيين في الوصول للأراضي المحتلة عن طريق البر، لذلك يعمل على استكمال تحصينات الحدود.
وكان أربعة مقاومين من وحدة الضفادع البشرية التابعة لكتائب القسام تمكنوا من اجتياز قاعدة "زيكيم" عبر البحر في بداية الحرب الأخيرة صيف 2014، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من جنود الاحتلال.
وادعى الناطق باسم جيش الاحتلال آنذاك، أن قواته قتلت الفلسطينيين الأربعة فور وصولهم إلى الشاطئ. لكن مقطع فيديو سُرّب لاحقًا أظهر نجاح المقاومين في اقتحام القاعدة والاشتباك مع قوات الاحتلال من مسافة صفر.