"أرحنا بها يا بلال" بين يدي هذا الحديث نتساءل: لماذا يتثاقل أغلب الناس في أداء الصلاة ويكونون حريصين على إسقاط الفرض أو نقر الركعات لرفع العتب؟ .. أو بشكل أدق، لماذا لا تشعرنا الصلاة بالراحة؟
يحرص أغلب المسلمين منذ بداية رمضان على الالتزام بالعبادات المفروضة والنافلة، حتى أولئك الذين لم يكونوا ملتزمين في غير رمضان، ذلك أنهم يرون هذا الالتزام فرصة لتكفير الذنوب والمعاصي، وخشيةً من أن يُذهبوا عناء صيامهم دون أجر، لكنهم _وللأسف_ ما يلبثون أن يتكاسلوا وتفتُر عزيمتهم.
بالتأكيد أن الأمر مع الصلاة ليس سهلًا، فهي لن تعلق بقلبك من أول ركعة، ولن تحبها من أول نظرة _كما يقولون_، لأن فيها من الجهد والتعب ما فيها، وخير دليل أن النبي صلى الله عليه وسلم في معراجه للسماء بقي يدعو الله حتى خُففت إلى خمسٍ، كما أنه وبعد أن قام بأصحابه ثلاثة ليالٍ من صلاة التراويح في رمضان توقف عنها، وقال "إني خشيت أن تُفرض عليكم" مع أن فيها من الأجر خيرٌ كثير، لذلك يقول ربنا في سورة طه متحدثًا عن الصلاة "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها"، والاصطبار هنا هو المبالغة في الصبر والتحمل.
إذن الصلاة تحتاج إلى اصطبار وتحمل ونفسٍ طويل، فلا لا شيءَ من انبهار اللحظة الأولى، بل العِشرة والتعود. ورمضان يمنحنا الفرصة لنتعرف على الصلاة ونحبها ونتعود عليها، وهذا ينعكس تدريجيًا على عدم تركها والتكاسل عنها بعد الشهر الفضيل.. رمضان هو أفضل وقت لتستشعر قول النبي صلى الله عليه وسلم "أرحنا بها يا بلال".