فلسطين أون لاين

هل تتجه المنطقة إلى هدنة ؟!

هل بات بالإمكان عقد هدنة مع غزة؟ أم أن ما نسمعه لا يزيد على بالونات اختبار ومكايدات؟! هل الهدنة المقترحة سياسية أم مدنية ؟ هل ثمة قناعة تتبلور بشكل متزايد بين الأطراف بضرورة التوصل إلى هدنة ولو بشكل مؤقت؟! هل ثمة أطراف دولية وعربية تضغط باتجاه الهدنة من أجل إخراج غزة من أزمة الحصار؟!

الأسئلة المتعلقة بالموضوع كثيرة، والإجابة عنها تحتاج إلى جهات مسئولة وصاحبة قرار. خارج دائرة أصحاب القرار ثمة من يقول إن ( إسرائيل) تتراجع، وإن حماس تبدي مرونة. وبيان ذلك فيما كشفته القناة 14 العبرية التي زعمت أن حكومة (إسرائيل) تراجعت عن شرط نزع سلاح حماس، وعن شرط الاعتراف ب(إسرائيل)، وعن شرط الاعتراف بشروط الرباعية الدولية، وعن شرط عودة سلطة عباس إلى غزة. مقابل تهدئة مع حماس ورفع الحصار عن غزة.

حماس تقول على لسان القيادي خليل الحية: إنها لم تتلقَّ عرضا رسميا من أحد، وإنها مستعدة لدراسة أي عرض يقدم لها من أجل رفع الحصار عن غزة.

هذا البيان ربما يكشف عن وجود حراك دولي وإقليمي للوصول إلى تهدئة، فقد ذكرت الصحف أن أوروبا ضغطت بعد مسيرات العودة، وبعد أزمة الحياة المدنية في غزة ، على ( إسرائيل) من أجل فصل السياسي عن الإنساني، وهو ما رحبت به الفصائل في غزة، وأجبر ( إسرائيل) على التراجع عن شروطها التعجيزية.

هذا يعني أن العروض التي تنسب لروسيا، وقطر، ومصر، إعلاميا، تتجه نحو إقامة وقف إطلاق نار، ووقف الأنفاق الهجومية، في مقابل رفع الحصار عن غزة. ولست أدري هل لهذا المقترح علاقة بصفقة القرن، أم له علاقة بعقوبات عباس لغزة، ووقفه رواتب الموظفين، لدرجة أن أصواتا يهودية طالبت بخصم الراتب من أموال المقاصة، ودفعها بشكل مباشر للموظفين في غزة؟!

إن وصف ميلادينوف أمام مجلس الأمن لوضع غزة القائم بالكارثة، إضافة إلى زيارة سريعة لوفد روسي إلى غزة، إضافة إلى التدخل القطري والمصري، إضافة إلى قرار أوروبا بفصل السياسي عن الإنساني في التعامل مع غزة، كل هذه الإشارات ترجح فكرة الهدنة في الحراك الدولي والإقليمي والعربي. وفوق كل هذا فإن أوضاع غزة لا تسمح بقيام حرب جديدة موسعة، والمجتمع الدولي بشكل عام يرفض الحرب على غزة. ولكن المكر الصهيوني لا يمكن فهمه، والفطن من يحذره، ولا يُخدع به.