قائمة الموقع

​رمضان ينعش ليالي الغزيين

2018-05-27T07:41:16+03:00

يتّسم قطاع غزة بهدوء لياليه، وبتوقف الحركة في وقت مبكرٍ في شوارعه، لكن في رمضان يتغير الحال تمامًا، الحركة تكاد لا تتوقف طيلة الليل، فبعد الهدوء الذي يسود في وقت الإفطار، تعود الحياة مع انطلاق الأطفال إلى الشوارع، ثم تزداد أكثر مع حلول وقت صلاة العشاء، ومن بعدها التراويح، وبعد ذلك يبدأ كل مواطن بتنفيذ برنامجه، هذا يتسوق، وذاك يزور أرحامه، وآخر يأخذ أسرته في نزهة، وبالتالي تستمر الحركة حتى وقتٍ متأخرٍ نسبيًا، وهذا الحال مرتبطٌ بالتوقيت الصيفي، ففيه يكون الليل قصيرًا..

أصوات المساجد

تقول منى الشاعر: "منذ أن تزامن شهر رمضان مع فترة التوقيت الصيفي، بتّ أشعر أن غزة تنبض بالحياة ليلًا".

وتضيف: "غالبًا يفقد الإنسان طاقته في نهار رمضان، خاصة عندما تكون ساعات الصيام طويلة، ما يدفعه لتأجيل أغلب أعماله لما بعد الإفطار، كالتسوق والزيارات الاجتماعية".

وتتابع: "بعد تناول الإفطار، يخرج الأطفال إلى الشوارع ليلعبوا معًا، ويستخدموا ما يسمونه (القنابل)، والتي تصدر أصواتًا تملأ الأرجاء، وكذلك (الصواريخ) التي ينتج عنها شرارةً ذهبية، في مشهد مرتبط برمضان وذكرياتنا معه".

وتواصل: "ومع أذان العشاء، تنطلق أفواج المصلين إلى المساجد، رجالًا ونساء، شيوخًا وشبابًا وأطفالًا، كلهم ينطلقون لأداء صلاة التراويح، فيحدثون حركة جميلة في الشوارع في ذهابهم وإيابهم".

أكثر ما يروق للشاعر من تفاصيل ليالي رمضان هو أصوات المساجد، توضح: "أئمة المساجد القريبة من بيتي، أصواتهم ندية، يتلون القرآن بخشوع، تتداخل أصواتهم معًا، فينتج عنها مزيج روحاني عجيب، يبعث الراحة في نفسي".

بعد التراويح

"تنتهي صلاة التراويح في وقت متأخر بالنسبة لطبيعة المجتمع الغزي"، هكذا بدأ "رامي أبو حليمة" حديثه لـ"فلسطين".

يقول: "في العادة، تكون الحركة شبه متوقفة في أغلب مناطق القطاع، في العاشرة مساءً تقريبًا، أما في رمضان فإن صلاة التراويح تكون سببًا في حركة كبيرة في الشوارع في هذا الوقت".

ويضيف: "ولا تنتهي الحركة بانتهاء التراويح، بل تبدأ بعدها نشاطات أخرى، كالزيارات الاجتماعية على سبيل المثال، فالزيارة التي تبدأ بحدود الحادية عشرة ليلا، لن تنتهي قبل منتصف الليل".

ويتابع: "لا يمكن القيام بكل شيء في نهار رمضان، فمثلا يصعب تنظيم نزهة ترفيهية للأسرة في ساعات الصيام، لا بد أن يكون ذلك مساءً، حيث نكون قد تناولنا إفطارنا فشحنّا طاقتنا، وكذلك يكون الطقس جيدًا".

لا مجال

يضطّر "أحمد الحاج" لتغيير نظام حياته اليومي، فهو معتاد على النوم مبكرًا، بينما في رمضان لا مفرّ من السهر.

يوضح: "صلة الرحم عبادة تستحق أن أغير نظامي من أجلها، فأنا أزور الأرحام بعد صلاة التراويح، أي في الوقت الذي أكون فيه نائمًا في الأيام العادية".

ويبين: "أقاربي كُثر، وبالتالي فإنني أقوم بزيارات كثيرة، وأحاول أن أنهيها في أول أسبوعين من رمضان، لأتفرغ في العشر الأواخر للعبادة ليلا".

ويقول: "يرهقني الصيام، لذا لا أستطيع أن أزور الآخرين أو أستقبلهم في بيتي نهارًا، وبالتالي فإن جدولي ممتلئ في ليالي رمضان، إما أكون في زيارة قريبة، أو أكون في بيتي لاستقبال آخر".

ويضيف: "بالتأكيد، هذا ليس حالي بمفردي، وإنما كل الغزيين كذلك، وهذا سبب الانتعاش في الشوارع ليلًا طوال شهر رمضان".

من مميزات الشهر

وتقول "إيمان نصر": "هذه الحركة الليلية من أجمل ما يميز شهر رمضان، فأنا لا أحب الهدوء المبكر".

وتضيف: "تكاد الحركة لا تتوقف قبل الواحدة صباحًا، ثم سرعان ما تعود مجددا قبيل الفجر مع حركة المصلين المتوجهين للمساجد".

وتتابع: "ومما يزيد المشهد جمالًا، الزينة الرمضانية المُعلّقة على النوافذ والشرفات، والتي تعتمد على الإضاءة بألوان مختلفة، لكن للأسف لا يظهر هذا الجمال يوميا، فهو مرهون بوصل التيار الكهربائي".

وتواصل: "يعوّض غياب زينة البيوت، تزيين المحال التجارية، فكثير منها تضيء كمًا كبيرا من المصابيح الملونة، وحتى إن لم تفعل ذلك فإن مجرد بقائها مفتوحة لوقت متأخر يدل على وجود حركة في المكان".

اخبار ذات صلة