أكد الناطق باسم الأسرى المحررين المقطوعة رواتبهم حمادة الديراوي، أن السلطة في رام الله اعتمدت على تقارير خاصة من جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في قطع رواتب الأسرى المحررين في قطاع غزة، مبينًا أن الأزمة دخلت أخيرًا عامها الثاني دون أي حلول تذكر.
وقال حمادة لصحيفة "فلسطين": "بعد دخول أزمة قطع رواتب المحررين في غزة من المحسوبين على حركة حماس أو المبعدين إلى الخارج عامها الثاني، تأكدنا وفق معطيات خاصة أن السلطة أقدمت على قطع تلك المستحقات المالية بناء على تقارير إسرائيلية متعلقة بالملف الأمني للأسير داخل السجن والتي لا يملكها إلا الشاباك".
وأضاف: "عملنا كأسرى محررين على متابعة القضية مع كافة الجهات المعنية سواء في السلطة أو حركة فتح، ولكننا لم نجد إلا وعودًا كلامية وإشارات مباشرة وغير مباشرة أن المتسبب الأساسي بالأزمة هو رئيس السلطة محمود عباس الذي أوعز إلى وزير المالية شكري بشارة بوقف جميع مستحقات الأسرى والمحررين سواء في غزة أو الضفة أو الخارج المبعدين".
ولجأ محرور الضفة الغربية المحتلة، في منتصف العام المنصرم 2017 لتنظيم اعتصام مفتوح على دوار الشهيد ياسر عرفات وسط مدينة رام الله للمطالبة بإعادة صرف رواتبهم، وهو ما استجابت له السلطة بعد سلسلة من الضغط الشعبية.
وأعادت السلطة صرف رواتب الأسرى المحررين في الضفة منذ شهر أغسطس/آب الماضي بعد توقف دام ثلاثة أشهر، بينما صرفت في وقت لاحق نصف مستحقات الأسرى في سجون الاحتلال، في حين بقيت أزمة رواتب المحررين في غزة والمبعدين على حالها والبالغ عددهم 128 محررًا.
وحول ما جرى الحديث عنه خلال جلسة المجلس الوطني الأخيرة في رام الله من إعادة صرف مستحقات الأسرى والمحررين، أوضح الديراوي أنها كانت مجرد فقاعات إعلامية أطلق عباس للاستهلاك الإعلامي "دون أي احترام للشهداء والجرحى والأسرى الذين هم بمثابة قضايا إجماع وطني لا خلاف عليها".
وتابع الديراوي: "نعيش منذ أكثر من عام تحت وطأة أزمة سياسية بحتة لم تحترم تضحيات الأسرى داخل سجون الاحتلال، وتسببت في ذات الوقت بأزمات إنسانية لعائلات المحررين خاصة بغزة، في ظل الأوضاع المعيشية والاقتصادية المتردية على كلّ الصعد نتيجة لتشديد الحصار واستمرار فرض السلطة للعقوبات الجماعية".
يذكر أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والعديد من وزراء حكومته صرحوا أكثر من مرة بأنه يتوجب على السلطة في رام الله وقف كامل رواتب ما وصفهم بـ"المخربين" (الأسرى والشهداء).