فلسطين أون لاين

أهالي الأسرى.. الفقد يقتل لمّة الإفطار

...

نابلس/ خاص "فلسطين":

في الوقت الذي يتنعم فيه كثير من الأسر بدفء العلاقات الاجتماعية والتقاء الجميع على مائدة الإفطار الرمضانية تعيش أسر أخرى عذابات الحرمان والفقد لأبناء لها غيبتهم سجون الاحتلال، وسرقتهم من بين ذويهم، لتترك الحسرة والغصة في صدور الأمهات والزوجات والأبناء والبنات.

زوجة الأسير فراس الزبيدي تصف رمضان بعد أيام فقط من اعتقال قوات الاحتلال زوجها، قائلة: "هذا العام يختلف رمضان عن أي سنة؛ فينقصه وجود زوجي، الذي طالما سعى إلى أن يهيئ لنا الأجواء السعيدة والإيمانية كافة في آن واحد، بطقوسه وعادته التي تزيد من جمال الشهر الفضيل".

تتابعت الزبيدي حديثها إلى صحيفة "فلسطين": "كيف لي أن أعيش لحظات رمضان وقد اعتاد فراس أن يدخل عليّ حاملًا بيده كل ما تجود به نفسه من الأغراض الرمضانية؟!، وكيف لي أن أتعايش مع الواقع وأنفاسه ما زالت تلاحقنا في البيت؟!، فهو كان يسارع إلى تقديم يد العون لي في المطبخ ويمازحني باستمرار".

"وكلما جلسنا على موائد الإفطار (تقول الزبيدي) ذرفنا الدمع حسرة على غيابه، وما زلنا نتحسس أنفاسه، وفي كثير من الأحيان كلما سمعنا صوتًا أو حركة ظننا للوهلة الأولى أن فراس يتحرك في البيت، فالموائد مهما حملت من طعام فإنها تفتقد كل معاني الاكتمال والجمال؛ فالدموع والآهات هي السائدة".

مي الزبن والدة الأسير عبادة عواد وشقيقة الأسير عمار الزبن، في معرض إجابتها عن سؤال: "كيف تمضين رمضان في غياب الابن والأخ؟" تقول بكلماتها العامية: "سؤال مرير ومؤلم، فكيف يمر أول يوم علينا أهالي الأسرى؟!، وبصراحة كنت بفكر طول الوقت بعبادة ابني، وكيف أول مرة بياكل شي مجبر ما بحبه، ومش ع مزاجه، ومش من طبخ أمه، بس أكيد أول رمضان قاسي وطعمه مر علقم بغياب الأحبة".

أما والدة الأسير هشام بشكار من مخيم عسكر شرق مدينة نابلس فتقول لمراسل "فلسطين": "رمضان الماضي كان ولداي الاثنان فوزي وهشام في سجون الاحتلال، مررنا بأيام عصيبة جدًّا، مكانهما خالٍ، نفتقد كلامهما وصوتهما وهما يقرأان القرآن".

هذا العام ما زال هناك مقعد شاغر على مائدة الإفطار؛ فقد خرج فوزي وبقي هشام، تتابع قائلة: "لم تكتمل الفرحة خرج فوزي وبقي هشام، هذه السنة الثانية وهو مغيب عن مائدة الإفطار، نشتاق إليه، نشتاق إلى "عجقاته" في تحضير الأكل معنا، نفتقد مكانه، نعد الأيام والليالي للقياه".

وتختم: "رمضاني ناقص، وسيبقى ناقصًا بغيابه، رمضاني وكأنه سماء ملبدة بالغيوم، ومن ناحية أخرى يتملكني الخوف والقلق عليه: ماذا أكل؟، هل توافر له كل شيء؟، وأدعو في الصلاة وعند الإفطار له وللأسرى جميعًا".