تحت ذريعة المشاركة في تمثيل مسرحية كوميدية انتقدت سياسات السلطة الفلسطينية، سارعت الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية المحتلة لملاحقة فريق المسرحية وهم طلبة في جامعة بيرزيت شمال مدينة رام الله، ممن شاركوا في عرض المسرحية التي حملت عنوان "فيها قولان" داخل الحرم الجامعي.
واعتقلت الأجهزة الأمنية خلال الأيام القليلة الماضية ثلاثة من كوادر الكتلة الإسلامية في بيرزيت، وذلك بعد أيام من فوز الكتلة للمرة الرابعة على التوالي بانتخابات مجلس الطلبة الجامعة بـ24 مقعدًا بعد حصولها على 3 آلاف و784 صوتًا.
والمسرحية الكوميدية نفذت خلال فترة الدعاية الانتخابية لمجلس الطلبة، وناقشت بشكل ساخر ضعف موقف السلطة في مواجهة قرارات الاحتلال الإسرائيلي، وبالمقابل كيف تكون قوية على الشعب الفلسطيني وتفرض العقوبات على قطاع غزة.
وكان جهاز المخابرات العامة قد اعتقل، الأحد الماضي، الطالب في كلية الرياضة أديب معطان لدى خروجه من الحرم الجامعي وجرى اقتياده إلى جهة مجهولة، وفي وقت سابق اعتقل الطالبين عدي الخطيب ويزن طياح.
وحاول عناصر الجهاز أيضا متنكرين بالزي المدني، الأحد الماضي، اعتقال الطالب محمد الخطيب من داخل أحد المطاعم المحيطة بالجامعة في أثناء تناوله طعام الإفطار، إلا أنه تمكن من الفرار دون أن تكشف أي معلومات عن مصيره.
وأفاد مصدر خاص لصحيفة "فلسطين" بأن الطرق والساحات المحيطة بالجامعة تشهد منذ إعلان فوز الكتلة بانتخابات مجلس الطلبة في التاسع من الشهر الجاري انتشار ملحوظ للأجهزة الأمنية المختلفة وتحديدا عناصر جهازي المخابرات والأمن الوقائي، وذلك بهدف مراقبة وملاحقة كوادر الكتلة.
وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن أجهزة السلطة تتخذ من مسرحية "فيها قولان" ذريعة لملاحقة الطلبة وكوادر الكتلة، مؤكدا أن تلك الذريعة واهية وأن الهدف الأساسي هو إعاقة جهود الكتلة في تشكيل مجلس الطلبة الجديد.
وأشار إلى أن فكرة الاعتصام السلمي داخل الحرم الجامعي باتت مطروحة للتطبيق خلال الفترة القليلة المقبلة، وذلك في سبيل الضغط على جميع الجهات المسؤولة من أجل إجبار أجهزة السلطة على وقف الملاحقة الأمنية غبر المبررة للطلبة وكوادر الكتلة الإسلامية.
وكانت الكتلة الإسلامية طالبت، خلال مؤتمر صحفي عقدته، السبت الماضي، في جامعة بيرزيت، بتوفير الحماية اللازمة للطلبة من الملاحقات الأمنية المتكرّرة التي يتعرّضون لها من قبل أجهزة السلطة، مناشدة المنظمات الحقوقية الوقوف عند مسؤولياتها والعمل على إنهاء ملف الاعتقال السياسي.
شكاوى مستمرة
وفي السياق ذاته، قال رئيس تجمّع الشخصيات المستقلة في الضفة الغربية، خليل عساف، إن سياسة الاعتقالات والاستدعاءات الأمنية على خلفية الانتماء السياسي لم تتوقف بالمطلق، مشددا أن "المصالحة الوطنية لن يكون لها معنى ما لم تتوقف الاعتقالات السياسية".
وأضاف عساف لصحيفة "فلسطين" قدمت جامعة بيرزيت نموذجًا تحتذى به في العمل الطلابي والنقابي الحر القائم على الشراكة الوطنية، الأمر الذي يستلزم إيجاد حل عاجل لتلك المشكلة (الاعتقال السياسي)، بما يضمن استمرار الحياة الديمقراطية داخل جامعة بيرزيت وفق ما أفرزته الانتخابات الأخيرة.
وأوضح أن تجمع الشخصيات المستقلة يتلقى بشكل مستمر شكاوى من عائلات تعرض أحد أبنائها للملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية، إلا أن عملية التدخل من قبل التجمع يواجه عراقيل عدة كون أن عمليات الاعتقال محمية بقوانين أقرتها السلطة أخيرا، وفق ما ذكر عساف.